استنكر حزب حركة البعث في القطر التونسي أمس زيارة رئيس ما يسمى «مجلس النواب العراقي» أسامة النجيفي إلى تونس التي بدأت أمس الإثنين، ودعت أعضاء المجلس التأسيسي إلى عدم استقبال النجيفي والوفد المرافق له. وقال «البعث» في بيان حمل توقيع الناطق باسمها عزالدين القوطالي إن «الرأي العام التونسي فوجئ بوصول وفد برلماني عراقي يرأسه العميل المتصهين أسامة النجيفي، يضمّ في صفوفه المجرم سيّء الصيت جعفر الموسوي رئيس الإدعاء العام السابق لما يسمى بالمحكمة الجنائية العليا في العراق».
وأكدت أن جعفر الموسوي هو «أحد أنذل الأنذال من خدم الأمريكان الذين ساهموا في إعداد خطّة إعدام رمز الأمة وقائدها الشهيد بإذن الله صدام حسين». وحمّلت رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر، مسؤولية دعوة الوفد البرلماني العراقي إلى زيارة تونس، وقالت إن هذه الزيارة «المشؤومة» تأتي بدعوة من مصطفى بن جعفر الذي «لم يتورّع سابقاً عن التصريح علناً برفضه إدراج بند في الدستور يجرّم التطبيع مع العدوّ الصهيوني، واصفاً الحركة القومية العربية في تونس بأنها أقلية متطرفة».
وهاجمت في هذا السياق بن جعفر الذي قالت إنه «لا يتورّع عن الإحتفاء بالعملاء والخونة والقوّادين، واستضافتهم باسم الثورة وتحت عنوانها، ضارباً عرض الحائط بكلّ المبادئ والقيم التي ناضل من أجلها التونسيون وقدّموا في سبيلها دماءهم الطاهرة الزكية».
ودعت في المقابل «القوى الخيّرة في تونس» إلى الوقوف في وجه هذا «النّهج المطبّع مع أعداء الأمة والمتآمرين عليها، والتصدّي لكلّ محاولات تشويه الثورة وتمريغ أنفها في تراب العمالة للأمريكان وأذنابهم وقوّاديهم في الوطن العربي كلّه».
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي قد وصل إلى تونس على رأس وفد يتألف من 18 برلمانياً عراقياً في زيارة هي الأولى من نوعها الى تونس. ورفضت السلطات الملاحية الليبية مساء السبت الماضي عبور طائرة أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب العراقي والوفد المرافق له أجواء ليبيا في طريقها إلى تونس، وقررت إعادتها من الجو إلى مطار القاهرة بعد إقلاعها بحوالي ساعة، بدعوى عدم وجود تصريح عبور مسبق.
ويذكر أن برنامج زيارة النجيفي إلى تونس يتضمن إجراء محادثات مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، حول السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين البلدين.
وليست هذه المرة الأولى التي تستدعي فيها حكومات ما بعد «14 جانفي» شخصيات عراقية معروفة بعمالتها للاحتلال الأمريكي وبالتواطؤ مع القوات الأمريكية الغازية لتدمير حضارة بلاد الرافدين ذلك أن اقدام المدعو العميل ليث كبة وطأت أرض الخضراء ودنست دماء أبنائها الزكية في سيدي بوزيد.
ويبدو أن غياب البوصلة التاريخية والسياسية والاستراتيجية لدى حكام ما بعد 14 جانفي في تونس والذي يترجم في شكل تحالفات مع القوى الإمبريالية والرجعية شجع عناوين العمالة للأجنبي وعرابي التطبيع مع الكيان الصهيوني على زيارة تونس مرات عديدة..
فمن جون ماكين الجمهوري الأمريكي المتصهين المحرض على إبادة الفلسطينيين واللبنانيين والذي عانقه حمادي الجبالي عناق الحبيب الصديق الصدوق مرورا بجوزيف ليبرمان اليميني المتطرف في هواه وفي دفاعه عن أمن واستقرار ومصلحة الكيان الصهيوني وليس وصولا إلى جوزيف ليبرمان مطلق الحروب على المقاومة اللبنانية والفلسطينية خلال إشرافه على سفارة واشنطن في بيروت.
كلها زيارات تشير من جملة ما تشير إلى أن تونس ما بعد 14 جانفي دخلت زمنا غير زمن العروبة الحقة والوطنية المخلصة والإسلام المقاوم ... لا خير في «حراك شعبي».. لا بوصلة أخلاقية واستراتيجية له ... لا خير في «انتفاضة» عقلها في واشنطن وقلبها في الدوحة ويدها في تونس...