شهدت محطة برشلونة مشاحنات بين المواطنين وسائقي القطارات الذين دخلوا أمس في إضراب لمدة ساعتين مما استوجب تدخل قوات الأمن التي انتشرت داخل وخارج المحطة خوفا من تطور هذه الاصطدامات.السواق لم يكترثوا لغضب المواطنين وتمسكوا بمطالبهم. بدأ إضراب سواق القطارات ومساعديهم منذ الساعة التاسعة صباحا الى حدود الساعة الحادية عشرة وذلك للمطالبة بإقالة رئيس مصلحة شركة السكك الحديدية، ساعتان من الاضراب تخلّلتهم مشادات كلامية بين المحتجين وعدد من المواطنين ولكن تدخل الأمن حال دون حصول عنف وقد طلب قائد أمني تعزيزا داخل محطة القطارات ببرشلونة وخاصة عندما قام حوالي 30 سائقا بالوقوف فوق سكة القطار ليمنعوا أحد زملائهم من العمل وهذا ما استفزّ الحاضرين.
بدأت المشادات الكلامية بين الطلبة والمحتجين ضد سائقي القطارات حيث قال أحمد (طالب بمعهد رادس) «أين شركة السكك الحديدية من هذه المهزلة؟ لماذا لم يعلموننا بموعد الإضراب لنتخذ الاجراءات اللازمة، ومن جهتها أضافت ليلى العليوي بغضب «مهما كانت أسبابهم ليس من حقهم أن يتصرّفوا بهذه الطريقة غير المسؤولة، فدائما المواطن البسيط هو من يدفع ثمن أخطاء الآخرين».
وجد كاتب عام جامعة السكك الحديدية نفسه في مواجهة مباشرة مع عدد من المواطنين الغاضبين الذين انهالوا بالشتم على المضربين وقد حاول تهدئتهم ولكن دون جدوى، فالشباب الغاضب بدأ بالصراخ والتهجّم على المضربين دون حدوث مواجهات مباشرة.
هذا حقّنا
سائقو القطارات لم يكترثوا لغضب المواطنين بل أكدوا أنهم مقتنعون بهذه الخطوة حيث يقول أحدهم «هذا حقنا لقد ظلمنا كثيرا وإدارة شركتنا لا تهتم لنا وكأننا عبيد عندهم فيوم الاضحى عملنا الى حدود الساعة الرابعة فجرا» وأضاف زميله «لن نسمح لأي سائق بضرب العمل النقابي ولن يخرج أي قطار إلا بعد الساعة الحادية عشرة». تصاعدت وتيرة المشاحنات بين المضربين من جهة وأحد السائقين الذي حضر برفقة قوات الأمن وحاول قيادة القطار ولكن زملاءه منعوه ووقفوا في وسط السكة الحديدية وهذا ما أغضب قيادات الأمن التي حضرت على عين المكان معتبرين هذا التصرف تجاوزا للقانون.
فساد وصمت
قال موظف بشركة السكك الحديدية إن هناك تجاوزات صلب الشركة ولعل أهمها اعتماد نفس أسلوب العهد السابق في تعيين السواق وأكد ل«الشروق» إن أحدهم عيّن ابنه سائق قطار رغم أنه مصاب بمرض عقلي وتمّت ترقيته مؤخرا والإدارة تعلم بهذه التجاوزات وستتخذ الاجراءات اللازمة.
قالت مديرة مسؤولة بشركة السكك الحديدية إن هذ الاضراب غير شرعي وغير مقبول وأسبابه غير مقنعة فرئيس المصلحة الذي طالبوا بإقالته رجل محترم ومهني ولكن ذنبه الوحيد أنه يحبّ عمله ويحاسب الغائبين والذين يتصرّفون بلا احترام لعملهم المهم والخطير لذلك ستتخذ الشركة الإجراءات اللازمة للحدّ من هذه التجاوزات، وأضافت أن أجور السائقين محترمة جدا مقارنة بأجور الاطارات التي تعمل صلب إدارة الشركة.