يبدو أن الأمور تصعدت في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية حد منع راضية الجربي رئيسة الهيئة الحالية من الدخول الى مقر الاتحاد من قبل بعض العملة. ومنع راضية الجربي من الدخول الى الاتحاد حدث بعد أن تم استدعاء بعض الموظفين للبحث في القضايا المنشورة ضد الرئيسة السابقة ووجود قرص مغناطيسي يبرز سرقة وثائق من الاتحاد ليلا . وظل الباب الرئيسي للمنظمة النسائية مغلقا في وجه الجميع لأيام بعد أن منعوا راضية الجربي من الدخول. وانقسم الموظفون والعملة الى ما يسمى ب«الكلونات» كل شق يدافع عن شخص أو فكرة دون الاتفاق حول مبدإ وحيد ألا وهو مصلحة الاتحاد النسائي هذه المنظمة العريقة التي بلغ عدد منخرطاتها في العهد السابق 180 ألف منخرطة وكان يفترض أن يتضاعف العدد مع توفر أرضية جديدة للعمل وخدمة المرأة دون ضغوط الانتماء الى الحزب الحاكم ولكن ما حدث هو العكس حيث تراجع العدد الى حدود 70 ألف منخرطة . وانعكست تجاذبات الاتحاد سلبا لا فقط على الملفات الهامة للمرأة بل أيضا على وضعية الموظفين والعملة الذين دخلوا في مجالات لا علاقة لهم بها من جهة وعدم قدرتهم على الحصول على رواتبهم كل نهاية شهر الا بشق الأنفس.
عنق الزجاجة
المنظمة النسائية اذا تعيش في عنق الزجاجة، وتتخبط وسط الخلافات الشيء الذي دفع براضية الجربي رئيسة الهيئة الوقتية الى الاستجابة لطلب الأعوان الذين تصدوا لها أمام الباب وطلبوا منها عدم الدخول. وفي هذا السياق أوضحت ل «الشروق» أنها لا تريد أن تزج بنفسها وسط خلافات ينزل فيها مستوى التعامل وأنها تفضل ادارة الاتحاد بعيدا عن الخصومات المجانية.
وأضافت أن منظفات بالاتحاد وعونا عرضيا وعونا متعاقدا تولوا مسألة منعي من الدخول فانسحبت مباشرة ودون «شوشرة» وعلمت فيما بعد أن مقررة للمكلف العام بنزاعات الدولة قالت لبعض موظفي الاتحاد انني لست رئيسة شرعية فما كان لي غير مراسلة وزير أملاك الدولة ليكون على علم بما يجري لأنه من غير المنطقي أن يتحول المكلف العام بنزاعات الدولة الى محكمة تقر من هو الشرعي ومن هو عكس ذلك. وعموما السؤال الذي يفرض نفسه كيف تنزلق منظمة ال180 ألف منخرطة الى الهاوية ؟ ولمصلحة من كل هذه التجاذبات ؟
راضية الجربي ترى أن الهيئة الحالية عملت على تحديد آجال للمؤتمر الاستثنائي الذي يمكنه الحسم في الخلافات والتجاذبات وخاصة الحسم في مسألة الشرعية غير أنه تم ايقاف المؤتمر كما أنها لا تستبعد وجود أطراف ترغب في انزلاق الاتحاد للعودة به الى بيت الطاعة . وختمت بأن خصوصية المرحلة تقتضي النضال من أجل الاتحاد النسائي الذي يسجل حاليا غيابه على الساحة بامتياز للأسباب سالفة الذكر.