«5 بالمائة فقط من خيرة المتحصلين على شهادة البكالوريا في تونس والذين يخيرون الدراسة في الخارج يعودون الى الوطن.. وقريبا أكثر من 100 مشروع بحث وتنمية بصدد الانجاز في اطار الشراكة التونسية الأجنبية».. هذا ما أكده وزير التعليم العالي المنصف بن سالم في صفاقس.. أسدل يوم أمس الخميس 8 نوفمبر الستار عن اشغال الندوة الدولية حول الانتاج البيولوجي Bio-production التي نظمها مركز البيوتكنولوجيا بصفاقس من 5 الى 8 نوفمبر الجاري في اطار المشروع العلمي التونسي الاوروبي «بيوبروتاك» BioProtech الممول من قبل الاتحاد الاوروبي والذي ينجزه المركز مع 5 شركاء أوروبيين ينشطون في مجالات البيوتكنولوجيا والتجديد والتصرف ونقل التكنولوجيا.
وقد شارك في هذه التظاهرة التي أشرف عليها منصف بن سالم وزير التعليم العالي وباحثون وخبراء من تونس وفرنسا والمانيا وايطاليا والبرتغال وبريطانيا وبلجيكا الى جانب صناعيين ومهنيين تونسيين عن قطاعات الصناعة الصيدلية والكيمياء والصناعات الغذائية .
وخلال الافتتاح، بين المنصف بن سالم ان مثل هذه الانشطة العلمية تجسيم فعلي للشراكة المثمرة بين قطاعي البحث العلمي والانتاج الصناعي ضمن ما يعرف بمنظومة البحث والتنمية وسبيل لضمان الاستفادة من الفرص الهامة التي تتيحها عمليات نقل التكنولوجيا بين الشركاء التونسيين ونظرائهم من الدول الشقيقة والصديقة .
وأضاف الوزير ان هذا ملتقى يهدف الى ابراز مكانة البيوتكنولوجيا في دعم اقتصاد البلدان النامية في قطاعات البيئة والفلاحة والصناعة مبينا اهمية التعاون الدولي في سياسة التعليم العالي في تونس حيث ان أكثر من 100 مشروع بحث وتنمية بصدد الانجاز في إطار الشراكة التونسية الاجنبية.
وتحدث الوزير عن دور الأقطاب التكنولوجية في تونس في احداث المشاريع المجددة والمشغلة وعن اهمية تثمين براءات الاختراع كمجال لاستقطاب المستثمرين المحليين والأجانب وأشار الى ان مشروع اصلاح منظومة التعليم العالي الذي شرعت فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هو مشروع وطن بأكمله يتطلب مشاركة فعالة من مختلف الاطراف والمتدخلين في القطاع .
وتوقف الوزير عند ما وصفه بنزيف هجرة الأدمغة مؤكدا ان 5 بالمائة فقط من خيرة المتحصلين على شهادة البكالوريا في تونس والذين يخيرون الدراسة في الخارج يعودون الى الوطن .
وقدم المدير العام للمؤسسة الفرنسية «جينوبول» Genopole بيار تامبوران مداخلة حول أهمية البيوتكنولوجيا كمحرك للتنمية الاقتصادية من خلال مثال الكلوستر البيولوجي Bio-cluster لجينوبول في علاقة الشراكة التي تجمعه بتونس.
ما بين الخبير الفرنسي أهمية البيتكنولوجيا كمجال استراتيجي لتطوير عديد المجالات منها التغذية والطب والأدوية والصناعة والطاقة والكيمياء والبيئة والتكنولوجيا الحديثة للاتصال وغيرها من المجالات.
وقدم حمادي العيادي منسق المشروع التونسي الأوروبي «بيوبروتاك» من جهته الأنشطة العلمية التي تم انجازها في اطار هذا المشروع ولا سيما في مجال السلامة البيولوجية وتكوين حوالي 100 من الباحثين الشبان والاستفادة من خبرة الشركاء الأوروبيين في ميادين البيوتكنولوجيا وانجاز المشاريع المجددة والمشغلة فيها .
بقي أن نشير الى أن برنامج الندوة التي تشترك في تنظيمها غرفة التجارة والصناعة لصفاقس اشتملت على جانب نظري تؤثثه 26 مداخلة للخبراء والمختصين تتناول اشكاليات متعددة متصلة بمجال الانتاج البيولوجي فضلا عن مسألة مصادر تمويل المشاريع المجددة في البيوتكنولوجيا والانتاج البيولوجي كما يشتمل على جانب تطبيقي عملي يتمثل بالاساس في عقد لقاءات شراكة بين الباحثين والصناعيين من اجل ايجاد صيغ عملية لتحويل الافكار المجددة من المخبر الى المصنع ومن عالم البحث الى عالم الاعمال.