حالات نفسية وسلوكية جديدة وردت على ركن العيادة النفسية نقدم ردود لها من خلال هذه المساحة الاعلامية ويؤمن لكم هذه الردود السيد منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الأولى: أنا امرأة أبلغ من العمر 40 سنة توفي زوجي اثر مرض عضال منذ ثلاث سنوات وترك لي أربعة أبناء تقدم لخطبتي شخص يصغرني سنا، رفضت الفكرة بادئ الأمر لكن في ما بعد طلبت مهلة للتفكير: ارجو أن تساعدني لأخذ القرار المناسب. * رجاء (تونس) * الرد الأول: سيدتي من حقك ان تقيمي الزواج بهذا الشخص وتعيدي بناء حياتك من جديد لكن في هذه الحالة عليك ان تنصري غريزة الأمومة على غريزة الحياة والانانية والتمتع بالملذات. زوجك ترك لك أمانة لا تتنكري له وكوني جديرة بتحمل تلك الأمانة، فأبناؤك في حاجة ماسّة الى حضورك الجسدي وخاصة العاطفي ليكونوا متوازنين نفسيا كوني لهم احسن سند، وساعديهم على الوصول الى أعلى المراتب وسوف تحسين بالسعادة عندما يبلغ أبناؤك مستوى راقيا في سلم العلم والمعرفة وسيعوضك نجاحهم عن أي نوع من الحرمان عشته او ربما تعيشينه لاحقا. فكّري مليا في ابنائك قبل اتخاذ اي قرار وحاولي ان تحافظي على ذلك البناء الشامخ الذي تركه لك زوجك. * الحالة الثانية: زوجي رجل أعمال كثير الغياب عن المنزل، حاولت تعويضه والقيام بدوره ودور الأم لكن لم أفلح، لي ابن عمره تجاوز 17 سنة لا يهتم بالدراسة، نتائجه الدراسية رديئة جدا وعلاقته بإخوته عدوانية وأصبحت لديه بعض العادات السيئة المضرة بالصحة. رغم ان حاجياته المادية متوفرة بشكل جيد ما العمل سيدي؟ * آمنة (المنزه) * الرّد الثاني: ابنك سيدتي بمرحلة المراهقة وهي مرحلة حرجة وصعبة وحضور الأب ضروري فالسيطرة الذهنية الابوية ضرورية في هذه الفترة فهي بمثابة الأنا الاعلى والرادع الوحيد للمراهق، الذي يسعى الى تطبيق القوانين والتشريعات الاجتماعية واحترامها... ابنك ليس في حاجة الى الرفاهية المادية والاجتماعية المفرطة بل الى صديق حميم يرعاه، يوجهه وينصت اليه ويلقنه دروسا ويفيده بتجاربه الحياتية وهذا هو دور الأب إزاء ابنه المراهق. فالمطلوب منك هو التحدث الى زوجك وحثه على متابعة ابنه ومصادقته حتى يتخطى هذه المرحلة. * الحالة الثالثة: لي ابن عمره 12 سنة اصبح يتبول ليلا منذ ولادة اخته منذ شهرين عرضناه على طبيب اخصائي في المجاري البولية فأكد لنا أنه لا يشكو من أي مرض، هذه الحالة أربكته وعقدته نفسيا، وأصبح يمتنع أحيانا عن الذهاب الى المدرسة، كيف يمكن تخليصه من هذه الحالة؟ * عبد القادر (صفاقس) * الرّد الثالث: سيدي، حسب روايتك ابنك يشكو من اضطراب سلوكي وهو التبول اللاارادي وهو ناتج عن اضطراب في مستوى التوازن النفسي والعاطفي وهذا الاضطراب ناتج حسب روايتك عن الغيرة من المولودة الجديدة الذي يعتبرها منافسة له تشاطره اهتمام ابويه مما جعله يلجأ لا شعوريا الى النكوس ونعني بذلك الرجوع الى مرحلة ما ورائية من النمو وذلك لجلب اهتمامكما ولفت انتباهكما انه يعاني من أزمة نفسية لذا ننصحك أولا بعرض ابنك على معالج نفساني وسلوكي وثانيا الاهتمام بابنك اهتماما كبيرا لردّ الاعتبار له ومنحه الثقة اللازمة لاستعادة توازنه النفسي.