قد لا يملك المدرب الهولندي «رود كرول» عصا سحرية حتى يغيّر حال النادي الرياضي الصفاقسي في ظرف زمني قياسي ومع ذلك فقد لاحظنا العديد من التحويرات صلب فريق عاصمة الجنوب منذ قدوم الابن السابق لأجاكس أمستردام. بادر «كرول» بالقيام ب «انقلاب» تكتيكي حيث تخلى عن الخطة التي كان يعتمدها زملاء رامي الجريدي مع المدرب السابق للفريق نبيل الكوكي حيث أصبح يراهن على خطة قوامها (4231) وتتميّز هذه الخطة التكتيكية بقدرتها على تحقيق التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم ويؤكد العارفون بالكرة انها تتسم ايضا بالمرونة ويحتاج المدرب الى إنجاح هذه الخطة الى حارس مرمى جيّد وهو ما يتوفّر في شخص رامي الجريدي كما تتطلب ثنائي في محور الدفاع يجيد التعامل مع الكرات الفضائية والتمركز ونظن ان كرول وجد ضالته في بسام البولعابي وفاتح الغربي ومن المؤكد ان هذا الثنائي يشكل صمّام الأمان في دفاع النادي الصفاقسي قياسا بالخبرة التي بحوزته ويعوّل«كرول» على مهارات علي معلول و«مامان يوسوفو» من الجهتين اليسرى واليمنى أما في الوسط فقد زجّ بالثنائي شاكر البرقاوي و«ندونغ» ونجد أمامهما ليبري ومنصر وبن يوسف مع الاعتماد على مهاجم صريح وهو ياسين الخنيسي (حسب التشكيلة الأساسية للفريق ضد الاتحاد المنستيري في الجولة الاولى) عوضا عن مهاجمين مثلما كان يفعل الفريق في السابق.
التركيز على اللياقة البدنية
يهتم المدرب كرول كثيرا بتحسين الجانب البدني للاعبين وذلك دون ان يجعلهم يشعرون بالملل من خلال الحرص على استخدام الكرة في أغلب الحصص التدريبية التي تستغرق في العادة حوالي 90 دقيقة كما يعمل كرول على تحسين الخط الخلفي للفريق وتشريك اللاعبين في مراكزهم الأصلية وقد عبّر لاعبو النادي مؤخرا عن ارتياحهم للطريقة التي يعاملهم بها مدربهم الجديد حيث يتحدث الى كل واحد منهم تقريبا للاطلاع على شواغلهم بمن في ذلك اللاعبون الاحتياطيون ويذكر ان «كرول» كرّس تقاليد جديدة في الفريق تتعلق باجراء مقابلة ودية في وسط الاسبوع يشارك فيها اللاعبون الذين كانوا خارج اهتماماته في المقابلات الرسمية وذلك للمحافظة على جاهزيتهم البدنية وحضورهم الذهني.
الثقة وثقافة الألقاب
تخرّج كرول من المدرسة الهولندية التي تعتبر مهد «الكرة الشاملة» لذلك فإنه من الطبيعي ان يغرس في لاعبي النادي الصفاقسي بعض مبادئ هذا الاسلوب على غرار التدرج بالكرة حيث لاحظ لاعبو النادي الصفاقسي ان ناديهم بدأ يتخلى تدريجيا عن اعتماد الكرات الطويلة كما يعمل الفريق على الضغط على منافسيه في مناطقهم الخلفية ومنح الثقة لكل اللاعبين وقد تجسّد هذا الأمر في نجاح المهاجم الشاب ياسين الخنيسي في تسجيل ثنائية الفوز في المباراة الأولى ضد الاتحاد المنستيري وهو ما سيجعله يستعيد ثقته في امكانياته خاصة بعد ان كان نسيا منسيا في فريقه السابق الترجي الرياضي ومن جهة أخرى درب «كرول» أكثر من فريق في القارة السمراء مثل «أولندو بيراتس» الجنوب افريقي والزمالك المصري... وتوّج بالألقاب كلاعب وكلها عوامل ستساهم حتما في ازدياد حظوظ نجاحه مع زملاء البرقاوي.
خليط بين الخبرة والشباب
لاحظنا كذلك ان «كرول» يسعى الى ايجاد تركيبة مثالية تمزج بين العناصر الشابة وخبرة الكبار فقد أوكل كرول مهمّة الدور القيادي في الفريق الى الثنائي فاتح الغربي وشاكر البرقاوي (من مواليد عام 1983) والعمل على الاستفادة من المواهب الشابة مثل بن يوسف (من مواليد عام 1991) والخنيسي (من مواليد عام 1992) و«ندونغ» (من مواليد عام 1994)... وغيرهم مع العلم أن الخطة التكتيكية التي أصبح يتبعها كرول في النادي الصفاقسي اعتمدتها العديد من المنتخبات والأندية المعروفة.