نفذ عدد من أولياء تلاميذ مدرسة «المحافيظ» التابعة لمعتمدية العلا (القيروان) ما يشبه التحرك الاحتجاجي للتعبير عن غضبهم من تأخر قدوم معلمين لتدريس أبنائهم. حيث تفتقر المدرسة إلى 7 معلمين. ويقول الأولياء إنّ أبناءهم لم يدرسوا منذ انطلاق العودة المدرسيّة. ولوحوا بالتصعيد في صورة عدم استجابة الجهات المعنيّة إلى المطلب الذي هو من صميم حقوق أبنائهم. وفي عمادة المناسة من معتمديّة حاجب العيون عمد عدد من الأولياء إلى إيقاف الدروس بالمدرسة. احتجاجا على عدم مباشرة أبنائهم للدروس. حيث ينقص المدرسة 3 معلمين من بين 7 معلّمين. ويطالب الأولياء بانتداب أساتذة من بين أبناء المنطقة المعطّلين عن العمل.
هذا النقص يسجّل في عديد المدارس الريفية. هنا لا مجال للحديث عن العدالة العلمية ولا مبدإ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. نسبة إلتحاق أبناء المدارس الرّيفية بالإعدادية النّموذجيّة ضعيفة. أمّا نسبة الإنقطاع المدرسي في الأرياف فهي مرتفعة وكذلك نسبة الأمّية.
وقد تم انتداب معلّمين وأساتذة وقيّمين ولكن النّقص تواصل. ضعف الانتدابات ونقلة المربين والغيابات المتواصلة وغياب البنية التحتية الملائمة، هي جملة عوامل النقص وتعطل الدروس. ففي مدرسة السّرجة الإعداديّة التابعة لمعتمديّة حاجب العيون، يواصل التلاميذ تردّدهم على المدرسة دون دروس في عديد الموادّ. في هذه المدرسة تمّ تعيين أساتذة جدد. بينهم أستاذ تربية مدنيّة يقيم في تونس العاصمة. لكن عندما طلب الأستاذ نقلته إلى مؤسّسة قريبة من سكناه، تقدّم بطلب عطلة بموجب المرض.
في سبّورة المدرسة الإعداديّة دار الأمان بالقيروان، يعلّق البلاغ التّالي: «تؤَجّل دروس مادّة التربية المدنيّة إلى أجل يحدّد لاحقا». فلم يتعرّف عدد من التلاميذ إلى أستاذتهم في الوقت الذي يستعدّ فيه زملاؤهم إلى إجراء الإمتحانات.
ويدعو النقابيون والإداريون إلى مضاعفة الانتدابات وسدّ الشغورات. كما يدعو المربون المباشرون إلى تحسين ظروف العمل وتوفير التجهيزات. وحدث ولا حرج عن انقطاع الماء الصالح للشرب من بعض المدارس مثل مدرسة «أولاد نصير» و«سرديانة» وطرزّة وغيرها كثير. وفي المقابل، تبدو تدخلات وزارة التربية بطيئة وأقرب للدعاية الانتخابيّة.
فقد تحدّث وزير التربية عن إنتداب 10 آلاف مرافق مدرسي في الوقت الذي يحتاج فيه التلاميذ إلى تعزيز الاطار التربوي من قيمين ومعلمين وأساتذة وعملة وإداريين ولم لا ممرضين للعمل صلب المؤسسات التربوية. خاصة في المدارس النائية التي نادرا ما يزورها الطب المدرسي.