أعرب محمد عاصم سفير مصر في «إسرائيل» سابقًا عن تخوفه الكبير من أن تنجر مصر لمواجهة عسكرية مع إسرائيل مؤكدا أنه لا مجال لمصر لكي تدخل في حرب و محذرا من أن مصر لن تجد أي دعم عملي من قبل أي دولة عربية. وأبدى عاصم خشيته من انجرار مصر لحرب جديدة مع «إسرائيل»، بدعوى الأخوة الفلسطينية، معتبرًا أن مصر غير مستعدة لهذه الحرب في الوقت الحالي. ووفق صحيفة «المصريون» قال عاصم، في مداخلة هاتفية مع برنامج «خارج الإطار» على قناة «التحرير»: «مصر لم تتصرف بحكمة حتى الآن بشأن ما حدث في غزة، ويوجد فرق بين الانحياز لحركة حماس، والانحياز لغزة».
وأضاف قوله «يجب أن يدرك قادة حماس في غزة أنهم أمام حرب حقيقية»، رافضًا حالة التسخين التي ينجذب لها حكام مصر، من أجل مواجهة عسكرية مع «إسرائيل»، في وقت لن يستطيع أي بلد عربي الوقوف جانبنا.
ورأى عاصم أن دعوة إسماعيل هنية للرئيس محمد مرسي لفتح معبر رفح بصفة دائمة، تعد خطرًا على سيناء، مضيفًا: «بلدنا تتجه لسكة خطر، ولديها تحديات داخلية كافية».
تحرك ديبلوماسي
و جاء نشر «تقديرات» الديبلوماسي المصري السابق في وقت كان فيه الرئيس المصري محمد مرسي يستعد لاستقبال قائد حركة»حماس» خالد مشعل و أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. لكن الاجتماع كان مخصصا لبحث «المساعي المصرية الرامية لتهدئة الوضع و للتباحث حول موقف القيادة الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة» .
وتطرق اللقاء لبحث فرص فرض تهدئة على الجانبين الفلسطيني والصهيوني بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها غزة على مدى أربعة أيام من العدوان الصهيوني المستمر. ويأتي هذا التحرك السياسي بعد اتصالات مصرية مع عدد من القوى الدولية على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا لبحث إمكانية اتخاذ موقف دولي صارم ووقف التصعيد العسكري الصهيوني ضد غزة.
ويقصي التحرك الديبلوماسي المصري احتمال الانجرار الى حرب و يرمي أساسا للحصول على وقف القصف الاسرائيلي لغزة و على ادانة دولية لهذا القصف.
دور انساني
و الى جانب تحركها الديبلوماسي تقوم مصر بدور انساني على حدود غزة. وأعلن سامي أنور مدير عام مستشفى العريش العام أنه تم نقل المصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة إلى أحد مستشفيات القاهرة لاستكمال العلاج .. مشيرا إلى أن المستشفى جاهز لاستقبال الحالات التي من المنتظر وصولها من قطاع غزة.
من جانبه، أكد طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء استعداد جميع مستشفيات المحافظة التام لاستقبال أي حالات فلسطينية مصابة جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة .. مشيرا إلى وصول فرق طبية من الجراحين إلى مستشفيات المحافظة للمساهمة في التعامل مع الحالات المصابة، وأن هناك عشر سيارات إسعاف جاهزة لنقل أي مصابين من ميناء رفح البري إلى مستشفيات المحافظة أو إلى أي مكان آخر لاستكمال العلاج.
كانت مصر قد استقبلت مصابين فلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قادمين من القطاع عبر ميناء رفح البري للعلاج في المستشفيات المصرية،. وقال أحدهم ان الوضع الطبي بالقطاع صعب للغاية .. لافتا إلى أن هناك نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وأيضا التخصصات الطبية، مشيرا إلى سقوط جريح كل دقيقة من جراء الغارات الإسرائيلية على منازل المواطنين.