شكل مؤخرا «يوم المتقاعد» محور تظاهرة صحية نظمتها ودادية أعوان الصحة العمومية بقابس بالتعاون مع الإدارة الجهوية. وقد شهدت هذه التظاهرة تكريم مجموعة من المتقاعدين إلى جانب تدارس عديد المسائل المتعلقة بمشاغلهم الاجتماعية والصحية. وفي إفتتاح أشغال هذه اللقاء الصحي استعرض السيد علي الأكحل رئيس ودادية أعوان الصحة العمومية بقابس مختلف الأنشطة المسجلة ذكر أن الجمعية التي تضم أعضاء ممثلين في مختلف الهياكل الصحية بالجهة ورغم تواضع إمكانياتها المادية بادرت منذ حصولها على التأشيرة القانونية في شهر مارس 2012 بالقيام بعدة تظاهرات ضمن المجالات الاجتماعية والترفيه وأضاف أنه في إطار مواصلة تجسيد أهداف الودادية وتنويع أنشطتها الاجتماعية جاء حفل تكريم المتقاعدين اعترافا بما قدموه من خدمات طيلة حياتهم المهنية وتقديرا لدورهم في الارتقاء بالموارد البشرية ثم استعرض برنامج الودادية السنوي الذي يشتمل على مجموعة من الفقرات تنفرد بأبعاد اجتماعية وصحية وترفيهية من ذلك مواصلة تكريم المتقاعدين والمتميزين من الأبناء التلاميذ والطلبة في مختلف الامتحانات الوطنية وتنظيم رحلة لمدينة طبرقة إلى جانب السعي إلى إحداث نواة مكتبة وبعث فريق رياضي ومحضنة للأطفال وإقامة سهرات فنية ومواصلة عقد اتفاقيات مع مؤسسات تجارية ومالية لتمكين المنظورين من الاستفادة من خدماتها بتعريفات منخفضة .
أما السيد يحي حمدي المدير الجهوي للصحة العمومية بقابس فقد أشاد بهذه البادرة التي من شأنها أن تدعم الأواصر والروابط القائمة بين الأعوان النشيطين والمتقاعدين وأضاف قائلا أنه من خلال تحسين التغطية الصحية ساهمت المؤشرات الصحية في تطوير معدل السن المؤمل للحياة لدى المواطن خاصة وأكد أنه في إطار مزيد الإحاطة الصحية المتواصلة بالمسنين سارعت وزارة الصحة العمومية سنة 1995 إلى بعث برنامج وطني يعنى بصحة المسنين بهدف تحسين الحياة لدى هذه الفئة الاجتماعية والمساهمة في الكشف المبكر للأمراض التي تستوجب مراقبة دورية .
ولإثراء مضمون هذه التظاهرة الصحية قدم السيد ذاكر عبد الناجي الكاتب العام للنقابة الأساسية للصحة بقابس مداخلة حول حق المتقاعد والإحاطة الاجتماعية فلاحظ أن قانون التقاعد انحصر في حق المتقاعد في الجراية القانونية والتغطية الصحية دون سواهما وهو ما يجعل المتقاعد يعيش في حيرة وعزلة تامة وحالة من الخوف خشية فقدانه لعديد الامتيازات التي تمتع بها أثناء مباشرته للوظيفة داعيا إلى عدم حرمانه من النشاط النقابي والاجتماعي داخل الأسرة الصحية الموسعة وطالب الودادية ببعث لجنة تهتم بشؤون المتقاعدين ضمن الهيئة المديرة كما دعا إلى تفعيل قانون الامتيازات الخاصة بالمسننين منها المادية والاجتماعية وأشار إلى أنه لا مقارنة مع دول أخرى في هذا المجال حيث توفر دول أوروبية رحلات ترفيهية وسياحية مجانية لهذه الفئة الاجتماعية.
كما تابع الحاضرون أيضا مداخلة ثانية موضوعها المتقاعد والوجه المشرق للسيد الشاذلي عزوز حيث أبرز المحاضر أن التقاعد هو استقبال لحياة جديدة تكون مغايرة لفترة الحياة المهنية السابقة وهو ما يجعل المتقاعد يصاب بتغييرات نفسية واضطرابات غير عادية تنعكس سلبا على سلوكه اليومي مما يقوده إلى الإحباط واليأس نظرا لشعوره بانتهاء دوره المهني رغم تمتعه بصحة جيدة وقدرته على العطاء والإضافة ضمن محيطه الأسري والاجتماعي بالخصوص وأضاف أن العون الصحي يعد أشقى الناس بعلمه نظرا لما ينتابه من أوهام لآلام متعددة مصاحبة سرعان ما تتحول إلى حالات مرضية وأكد السيد الشاذلي عزوز على أهمية مساعدة هذه الفئة على التواصل معها بشتى الوسائل الاتصالية وإدماجها في أنشطة النسيج الجمعياتي وتمكينها من الوقت الحر للترفيه وإبراز مهاراتها الفنية والإبداعية لديها. وخلال فتح باب النقاش أثار الحاضرون شواغل المتقاعدين من أعوان الصحة العمومية بالجهة حيث حظيت مسألة سوء معاملة المتقاعدين داخل المؤسسة الصحية والاستشفائية باهتمام أغلب المتدخلين الذين عبروا عن امتعاضم واستنكارهم لتصرفات بعض الممرضين في التعامل مع هذه الفئة الاجتماعية أثناء ترددها على الفضاءات الطبية داخل هذه المؤسسات. ومن التوصيات المدرجة في خاتمة هذه التظاهرة الصحية ضرورة تهيئة مرافق خاصة لخدمة المتقاعدين داخل المؤسسات الإستشفائية والتفكير بجدية في بعث فضاء متعدد الأنشطة منها الصحية والثقافية والرياضية للإحاطة بهذه الفئة والاستفادة من خبراتها ومزيد ربط الصلة بين الجمعيات ذات الصبغة الصحية بالجهة للمساهمة في حل مشاغل المتقاعدين والتخفيف من أعبائهم وتفعيل دور العائلة في الإحاطة أكثر بالمسن والحرص على بقائه داخل محيطه الطبيعي وتوفير الرعاية اللازمة له والمطالبة بالإحاطة المادية والرعاية الصحية للأعوان المصابين بأمراض مزمنة منعتهم من مواصلة مشوارهم المهني وتمكين المتقاعدين بمجانية النقل عبر الوسائل العمومية عند المعالجة الطبية خارج الجهة.هذا وتُوجت فعاليات هذه التظاهرة بإقامة حفل تكريم 15 عون صحي أحيلوا على التقاعد الإداري خلال سنة 2011 ومن شأن هذه الحركة النبيلة أن تساهم في مزيد تمتين الصلة بين مختلف الأجيال العاملة في القطاع الصحي بالجهة ورعايتها معنويا.