أنهى المنتخب المغربي مشاركته في الدور الاول من المجموعة التي ينتمي اليها بتعادل اطمأن بموجبه على مركزه الاول في الترتيب العام. وقدم زملاء نور الدين النيبت الذين اطاحوا بالمنتخبين النيجيري والبينيني مستوى جيدا رغم الاكتفاء بالتعادل وكانوا قريبين جدا من تحقيق الانتصار الثالث ولكن صلابة ويقظة الدفاع الجنوب افريقي وتألق حارسه حال دون ذلك وكشف المنتخب المغربي عن زاد بشري ثري جدا في مختلف الخطوط. أما بخصوص منتخب جنوب افريقيا وبعد هزيمته المذلة ضد نيجيريا اصبح مصيره في نهائيات دورة تونس رهين تحقيق انجاز استثنائي على حساب صاحب الطليعة المنتخب المغربي للمحافظة على احلام الترشح... لكن تحقيق هذه المهمة لم يكن بالسهولة التي يمكن ان تجعل الآمال قائمة لأن المنتخب المغربي اكد بأن تواجده ضمن هذه المجموعة الصعبة لم يكن لينقص من طموحاته في لعب الادوار الاولى وقد اكد ذلك بمردود غزير وقدرة على فرض اللون. خروج متوقع كل الذين امكن لنا تحسيس انطباعاتهم من المحيطين بمنتخب جنوب افريقيا عقب المقابلة ضد المنتخب المغربي اجمعوا على ان الانسحاب منذ الدور الاول كان متوقعا وغير مفاجئ لعدة اعتبارات وعوامل سبقت هذه النهائيات. النتيجة المطلوبة من جهته اعترف ممرن المنتخب المغربي بادو زاكي ان فريقه لم يقدّم مقابلة كبيرة في هذه المواجهة التي تعادل فيها مساء اول امس في الملعب الاولمبي بسوسة مع منتخب جنوب افريقيا ضمن آخر جولة من الدور الاول لنهائيات كأس افريقيا للأمم تونس 2004 وارجع سبب اكتفاء فريقه بنتيجة التعادل الى كون الهدف المرجو تحقيقه من هذه المقابلة هو الحصول على نقطة التعادل التي تمكنه من المحافظة على صدارة الترتيب شاكرا المنتخب الجنوب افريقي على مستواه رغم الانسحاب. استفاقة ضرورية قدم منتخب جنوب افريقيا اول امس ضد نظيره المغربي مردودا افضل بكثير من المردود الذي قدّمه في المباراتين السابقتين ضد البينين ونيجيريا. منتخب «البافانا» بدا في مباراة سوسة اكثر تنظيما من الناحية الدفاعية وافضل اندفاعا وهو ما انعكس ايجابا على ادائه الهجومي حيث توصل الى خلق عدد محترم من الفرص ولولا غياب اللمسة الأخيرة لتمكن من الخروج بنتيجة إيجابية. نجوم المغرب في الموعد الوجه الممتاز الذي ظهر به المنتخب الوطني منذ انطلاق نهائىات كأس افريقيا هذه والمؤشرات التي لاح بها والتي تؤكد جدارته بالمراهنة على قلب هذه الدورة بتونس لئن اغرت عددا لا بأس به من الاحباء والانصار بالوقوف الى جانب ابناء المدرب بادو زاكي فإنها أثارت مشاعر واحاسيس عديد النجوم الذين نحتوا انجازات كرة القدم المغربية ودفعت بهم الى الحضور الى تونس حتى يكونوا الى جانب اللاعبين والاطار الفني والمسير خلال هذه التظاهرة الكبيرة... وبمناسبة مباراة مساء امس سجلت المنصة الشرفية للملعب الاولمبي بسوسة مجموعة من نجوم الستينات والسبعينات نذكر من بينها الحارس علال وحسن اقصبي واحمد فاراس والحارس حميد الهزاز ومحمد التيمومي وصلاح الدين بصير وطاهر لخلج وخاصة احمد مكروح الملقب ب «بابا» صاحب الهدف الوحيد للمغرب في الدور النهائي لسنة 1976 والذي كان كافيا للفوز باللقب. قبل 45 دقيقة منتخب جنوب افريقيا نزل الى ميدان الملعب الاولمبي بسوسة قبل 45 دقيقة من انطلاق اللقاء للقيام بالعمليات التسخينية وقد كان محل تشجيع مستمر من قبل انصاره الذين اتخذوا من المدارج الجنوبية مكانا لهم علما وان عددهم لم يكن ليتجاوز المائة محب نجحوا في فرض وجودهم من خلال المزامير التي حملوها معهم. نشرية كامرونية مؤسسة Global Football الاعلامية اصدرت نشرية خاصة بمباراة الكامرون ومصر تضمنت تحاليل وهوامش حول المباراة التي جمعت المنتخبين يوم اول امس الثلاثاء بالمنستير. هذه النشرية تم توزيعها مساء امس على جميع الصحفيين الذين تابعوا لقاء المغرب وجنوب افريقيا. المنوبي في التلفزة الفرنسية عميد الصحفيين المصورين الزميل بشير المنوبي كان مساء امس بالملعب الاولمبي بسوسة محل اهتمام قناة «Tele passion» التي اجرت معه حديثا مطولا تحدث خلاله حول مسيرته الصحفية واهم المحطات التي مر بها خاصة منها التظاهرات الدولية التي كانت الرياضة التونسية طرفا فيها.. عم بشير تحدث مساء امس بلغة فرنسية سليمة للغاية وسلسة اثارت اعجاب مستجوبيه ومما تجدر الاشارة اليه ان هذه القناة الحديثة العهد تقوم حاليا بتغطية فعاليات الدورة 24 لنهائيات كأس الأمم الافريقية بتونس. جايير زينهو في سوسة من بين ابرز الوجوه العالمية التي حرصت على مواكبة نهائيات كأس امم افريقيا بتونس نذكر احد النجوم السابقين للمنتخب البرازيلي جايير زينهو الذي اختار مدينة سوسة كمقر لإقامته حيث كان في مقدمة الجماهير الغفيرة التي تابعت القمة العربية بين منتخبي الجزائر ومصر. كرم التونسيين اضافة الى التحسن المطرد على مستوى التنظيم فقد حرصت لجنة التنظيم بسوسة على توفير كل انواع المشروبات والمرطبات والمجلات والنشريات الخاصة بهذه الدورة.. النقطة السلبية الوحيدة تمثلت في ان العديد من الصحفيين لم يتمكنوا من الحصول على هذه النشريات والمجلات التي تضمنت مادة دسمة تؤرخ لهذه التظاهرة. عيون جزائرية لئن لم تشهد مدارج الملعب الاولمبي بسوسة نفس الاقبال الجماهيري الذي عرفته في المقابلات السابقة التي كان المنتخب الجزائري طرفا فيها فإن المواكبة الجماهيرية في لقاء اول امس بين المغرب وجنوب افريقيا كانت محترمة في مجملها وقد تميزت بالحضور المكثف للاعلاميين والفنيين الجزائريين الذين حرصوا على متابعة هذه المواجهة من اجل الوقوف عند مميزات منافس منتخبهم في الدور ربع النهائي ونعني به المنتخب المغربي الشقيق. القمة المغاربية في عيونهم * بادو زاكي (مدرب المنتخب المغربي) شخصيا كنت اتمنى منافسا آخر غير المنتخب الجزائري الشقيق لمواجهته في الدور ربع النهائي وبما ان الظروف حتمت ذلك فما علينا الا القبول بالامر الواقع للمراهنة على ورقة العبور للدور الموالي. لقاء المغرب والجزائر هو «دربي» بأتم معنى الكلمة سنستعد له على جميع المستويات البدنية والفنية والذهنية لتجاوز هذه العقبة واعتقد ان لنا الوقت الكافي للتحضير الجيّد لهذه المباراة ولعلمكم فإنه طيلة ال 15 سنة الماضية كانت الأسبقية في الانتصارات لصالح منتخبنا لكن هذا لن يكون معيارا حقيقيا عند ما يتعلق الامر بكأس افريقيا. * عبد الغني الجداوي (مراقب بنادي سوشو الفرنسي) المباراة بين الجارين المغرب والجزائر ستكون كالعادة حماسية وشديدة التنافس خصوصا وان الرهان يتعلق بورقة العبور للدور نصف النهائي لكأس افريقيا... منتخبنا اظهر الى حد الآن رغبة في لعب الادوار الاولى لكن المنافس وأعني به المنتخب المغربي ظهر خلال هذه الدورة بمستوى يؤهله للمراهنة على اللقب فهو يضم في صفوفه عديد الفرديات في الهجوم والوسط قادرة على زعزعة اي منافس مهما كان حجمه... عموما يملك المنتخب المغربي نقاط قوة اكثر من نظيره الجزائري لكن حقيقة الميدان تبقى الفيصل. * حفيظ الدراجي (صحفي بالتلفزة الجزائرية) عادة ما تمتاز المواجهة بين الجزائر والمغرب بالحماس والتشويق والإثارة ولا اعتقد ان هذا «الدربي» سيختلف هذه المرة عما اعتدنا عليه... فلقاء الدور ربع النهائي بين المنتخبين سيكون مفتوحا على جميع الاحتمالات فكلا الفريقين يتمتع بدفاع صلب ومتماسك ونتيجتها ستحسمها الفرديات وبعض الجزئيات.