على وقع مواجهات عنيفة في القاهرة بين متظاهرين معارضين وقوات الأمن أعلن الرئيس المصري محمد مرسي عن قرارات اعتبرت مسبقا ثورية وشعبية قبل خروج مظاهرات تأييد لمرسي نظمها أنصار للاخوان المسلمين انتشروا بكثافة بموجب تعليمات تلقوها في وقت مبكر أمس. أصدر الرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس اعلانا دستوريا جديدا وعين نائبا عاما جديدا وأمر باعادة التحقيق في قتل المتظاهرين خلال الثورة واقالة النائب العام الذي «تمرد» على قرار مماثل صدر قبل أسابع.
واستخدم مرسي سلطاته التشريعية و صلاحيته الرئاسية وعين المستشار طلعت محمد عبد الله نائبا عاما لمدة أربع سنوات في اطار اعلان دستوري جديد ينص على تولي النائب العام المعين من قبله مهامه لمدة أربع سنوات. ويؤكد الاعلان الدستوري أيضا على أنه : «لا يجوز لأي جهة كانت حل التأسيسية أو مجلس الشورى».
مظاهرات «جاهزة»
ومباشرة بعد اعلان مرسي عن قراراته التي وصفت مسبقا بالثورية خرجت في شوارع القاهرة مظاهرات تأييد للرئيس المصري وكان المتظاهرون في الواقع من أنصار جماعة الاخوان المسلمين تلقوا أوامر مند عصر أمس للتجمع والانتشار في القاهرة مع الغروب.و ركز هؤلاء مظاهرتهم أمام قصر العدالة تحسبا لرفض القضاء للقرارات.
وقد راجت ظهر أمس أنباء قوية داخل جماعات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، أن الرئيس مرسي سيصدر قرارات مهمة، تتعلق بالنائب العام والحالة الأمنية، والجمعية التأسيسية لوضع الدستور.وتزامنت الأنباء مع انتشار أمني مكثف حول «دار القضاء»(قصر العدالة) قبل انتشار الالاف من أعضاء جماعة «الاخوان المسلمين» في نفس المنطقة.
وذكرت المصادر أن قرارات الرئيس ستُصدر «خلال ساعات قليلة جداً»، مشيرة إلى أن القرارات التي سيتخذها الرئيس ستًغير الحالة السياسية في مصر بشكل كامل. وقال مصدر مقرب من الرئاسة المصرية إن القرارات المرتقبة للرئيس محمد مرسي خلال ساعات تتعلق بما وصفه ب «تطهير القضاء». وفي تصريح خاص للأناضول، قالت مصادر إخوانية مطلعة «صدرت توجيهات لأعضاء الجماعة في المناطق القريبة من العاصمة بالتوجّه لدار القضاء العالي مع مغيب شمس الخميس».
وأوضحت المصادر أن هذه التوجيهات تأتي بهدف «تحرك شعبي لحماية المنشآت من تصرفات عنيفة متوقعة من قبل البعض، لمسنا بعضًا منها أمس». مظاهرات مضادة
وقد احتدمت الاشتباكات فى محيط ميدان التحرير،و خاصة شارع محمد محمود، بين قوات الأمن والمتظاهرين، عصر أمس، ولليوم الثالث على التوالي. وردد المتظاهرون هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين، من بينها: «يسقط يسقط حكم المرشد»، بينما واصل العشرات رشقهم لعناصر الأمن المركزي بالحجارة وزجاجات المولوتوف.
كما تظاهر عصر أمس المئات من شباب وفتيات مدينة الزقازيق وبينهم العشرات من رابطة «أولتراس أهلاوى» (جماعة من أحباء النادي الأهلي) أمام مسكن الرئيس المصري محمد مرسي منددين بحادث قطار أسيوط و«أخونة» الدولة وجميع المناصب القيادية بمحافظة الشرقية، وإقامة المباراة الأخيرة بين نادي الشرقية والمريخ البورسعيدى الخميس الماضى على أرض الشرقية دون القصاص لشهداء مذبحة بورسعيد.
وردد المتظاهرون العديد من الهتافات، من بينها «يسقط يسقط حكم المرشد»، «الداخلية هيا هيا.. الداخلية بلطجية». وتتهم السلطات المصرية «طرفا ثالثا بالاندساس بين المتظاهرين وقيادة أعمال عنف وتخريب» والى حد مساء أمس لم تقدم الرئاسة المصرية أي توضيحات حول «هوية» الطرف الثالث المزعوم.