المواطن ايمن عوايشية (30سنة) اصيل منطقة النفيضة هو شاب أعزب رفض الركون الى البطالة وأراد ان يشمر عن ساعد الجد ليخرج من شبح الخصاصة والجوع والفقر الذي رافقه منذ طفولته خاصة أنه الكافل الوحيد لعائلة تتركب من 6 اخوة أحدهم محكوم بالسجن وأب متقاعد وأم مريضة.
وقد امتهن أيمن تجارة بيع الاثاث القديم صحبة شريكه عبد الله حميدة وهو متزوج وأب لطفل والكافل ايضا لأخواته واب ضرير وقد انطلق قبيل الثورة في تجارة بيع الأثاث المستعمل على حافة الطريق الوطنية رقم 1 بمنطقة الشقارنية من معتمدية النفيضة الى أن توسعت تجارته شيئا فشيئا وأضحى يشغل أكثر من 10عمال.
لكن ما نغص حياة هذا الشاب بل وجعله يفكر حتى في الانتحار هو قرار والي سوسة السابق منذ قرابة السنة بإزالته من المكان باعتبار ان «المنظر» لا يليق على حافة الطريق خاصة أن الأرض التي يعرض فيها اثاثه هي على ملك الدولة وقد وقع تهديده بكل الطرق الى أن تمكن من ايجاد قطعة أرض محاذية على ملك أحد الخواص اكترى منها بعض المساحات وانتقل بمتاعه إليها وانكب على مشروعه حريصا على النجاح الى درجة انه ينام الليل بالمكان حارسا لأثاثه. و منذ قرابة الشهر وعلى اثر هطول الأمطار غرق أثاثه في المياه خاصة أن الارض غير مهيأة وقد تكبد خسائر جسيمة وحاول إقناع مالك الأرض بأن يتكفل بتهيئة المساحة التي يستغلها الا أنه رفض باعتبار ان الارض فلاحية وهكذا لم يجد ايمن من حل غير العودة مجددا الى مكانه الاول لتنطلق رحلة متاعبه مع السلط من جديد.
أيمن الذي اتصل بنا بعد ان اغلقت في وجهه الأبواب ودعانا لزيارة موقع انتصابه واطلعنا على مكان نومه هناك في ظروف قاسية ليروي لنا بقية مأساته وصراعاته قائلا «بعد ان تضررت بضاعتي بسبب الامطار الأخيرة عدت الى مكاني الأصلي دون ضجيج الى أن جاءني منذ أيام عدد كبير من أعوان الحرس وطالبوني بمغادرة المكان فورا وإلا سيضطرون إلى استعمال القوة معي وحين استفسرت الأمر أكدوا لي أن رئيس الجمهورية السيد منصف المرزوقي أمر بإبعادي عن المكان بعد أن شاهد موقع انتصابي أثناء مروره بالطريق في زيارته الاخيرة الى مدينة المهدية»
وتابع أيمن قوله «اني على استعداد لتسوية وضعيتي بأية طريقة قانونية يرونها صالحة ولكل ما يأمروني به الا قرار إبعادي من المكان لأن في ذلك تحطيما نهائيا... وهنا تخنق ايمن العبرات ويضيف بتقطع «أناشد السيد الرئيس وكل المسؤولين الجهويين أن لا يحطموا مستقبلي ومستقبل عدة عائلات...ساعدوني على تسوية وضعيتي ارجوكم لا تشردوني...»