زوبعة داخل قسم الاخبار بالتلفزة الوطنية الذي يبقى أهم قسم في المؤسسة لماذا والى متى؟ من جديد تعود مفيدة الحشاني ويقال سعيد الخزامي من رئاسة تحرير الأخبار. لماذا وجدت أغلب المؤسسات الاعلامية طريقها الى التوازن والاستقرار باستثناء قسم الأخبار بالتلفزة الوطنية. هل المشكلة في الصحفيين أم في المشرفين عليهم؟ هل أن رئيس التحرير هو مفتاح نجاح المهمّة أم أنه شمّاعة تعلّق عليه جميع الأخطاء؟ ما يعيشه قسم الأخبار هو ارتباك في الأداء وتعثّر في شدّ المشاهد الى أهم النشرات الاخبارية التلفزية فأين الخلل؟ هل سيستقيم القسم بإعادة مفيدة الحشاني أم ستبقى الأمور على حالها طالما ليس هناك إجماع حولها بدعوى أنه هناك كفاءات أفضل منها في قسم الأخبار.
خلفيات الإقالة
تم أمس الأول إقالة سعيد الخزامي رئيس تحرير الأخبار على الوطنية بقرار إداري وبعد تشاور مع الصحفيين واتفق عدد كبير منهم على تعيين مفيدة الحشاني رئيس تحرير أوّل للاخبار وفاتح الفالحي رئيس تحرير ثان ويعدّ منصب مفيدة الحشاني وقتيا الىحين يتم اختيار لجنةمستقلة تضمّ 4 خبراء تونسيين لرئيس تحرير الأخبار. وجاء قرار إقالة سعيد الخزامي بعد أن رأت الادارة عدم قدرته على فرض الانضباط والتقدم بالنشرة وكثرة أخطائه الادارية والمهنية.
وكان تم تعيين سعيد الخزامي رئيس تحرير الاخبار على الوطنية 1 على إثر الاعتصام الذي نفذه بعض المحسوبين على التيار السلفي أمام مقرّ المؤسسة مطالبين بتغيير المشرفين على الأخبار فتم إقالة مفيدة حشاني رئيس تحرير الأخبار آنذاك ولزمت منزلها تقريبا لمدّة 8 أشهر لتعود اليوم بعد أن أبعدت هي الأخرى حين اتهمت بميولاتها اليسارية وتعاملها بكثير من المحاباة هذا الى جانب ارتكابها بعض الأخطاء المهنية.
أخطاء مهنية
وعلمت «الشروق» من مصدر مسؤول داخل مؤسسة التلفزة التونسية أن إقالة سعيد الخزامي لم تأت من فراغ وإنما بعد أن كثرت أخطاؤه وعمّت الفوضى داخل قسم الأخبار وهو ما أكّده خبراء التليفزيون الفرنسي في تقاريرهم بعد أن كلّفوا بتكوين صحفيي أخبار الوطنية وقد تشكّوا من عدم الجدية في العمل. وتم في وقت سابق وحسب مصدرنا تقديم عريضة تطالب بإقالة الخزامي تحمل تقريبا 33 امضاء من صحفيي الأخبار ثم عريضة ثانية وفيها 57 امضاء فقررت الإدارة العودة الى تقرير اللجنة المتكونة من عبد الكريم الحيزاوي وتوفيق يعقوب وماهر عبد الرحمان وفاطمة عزوز والتي قدمت بالترتيب في وقت سابق وحسب مشروع اصلاح الأخبار سعيد الخزامي ثم مفيدة الحشاني يليها عبد المطلب الاينوبلي ثم فاتح الفالحي، وقد عادت الادارة اليوم الى هذا الترتيب التفاضلي وباعتبار ان عبد المطلب الاينوبلي يشغل مهمة إدارية فإن المنصب يكون من حق مفيدة الحشاني.
رفض التخلي
ولم يكن من السهل على سعيد الخزامي التخلي عن منصبه فرفض تسليم مهامه أمس الى مفيدة حشاني بحجة انه عيّن من طرف لجنة وليس من طرف الإدارة وحسب مصدرنا تحوّل الأستاذ عبد الكريم الحيزاوي لكي يقنع سعيد الخزامي ان اللجنة اختارته في وقت سابق حسب مشروع اصلاحي تقدم به لكن اليوم ليس من مهامها اقالته او إبقاؤه في منصبه لأن هذه المهمة اصبحت في يد الإدارة والصحفيين، خاصة أن سعيد الخزامي لم يمتثل للمشروع الاصلاحي الذي تقدم به سابقا.
لا للشخصنة
ومن جهة أخرى قال الزميل فطين حفصية (نقابة التلفزة) ان رفض سعيد الخزامي التخلي عن منصبه يعود للطريقة التي تمت بها الاقالة والذي اعتبرها «مهزلة» على اعتبار انه قرار إداري مسقط عبر عريضة أمضى عليها عدد من الزملاء. مضيفا ان صحفيي قسم الأخبار يرفضون شخصنة المسألة ويطالبون بخط تحريري واضح ومحايد.
ودعا حفصية الى تعيين رئيس تحرير عبر لجنة من خبراء الاتصال والإعلام وعلى أساس مشروع متكامل يلتزم بتنفيذه مع بقية الزملاء في قسم الأخبار وهو ما لم يتم مع الزميل سعيد الخزامي ونفس الشيء مع مفيدة الحشاني التي لم تقدّم اي مشروع حسب تصريحه. ولم يخف فطين حفصية تواصل التجاذبات داخل القسم لغياب الوفاق بين العاملين فيه.
وستنطلق اللجنة المكوّنة من عبد الكريم الحيزاوي وفاطمة عزوز وتوفيق يعقوب وماهر عبد الرحمان في وضع مقاييس وشروط جديدة للترشح لرئاسة التحرير بإشراف عدد من أساتذة معهد الصحافة وعلوم الإخبار.