اكد الحزب الجمهوري في ندوة صحفية عقدها مساء امس على خطورة الاوضاع في سليانة خاصة مع استعمال قوات الامن لرصاص يستعمل لاول مرة في تونس في مواجهة متظاهرين سلميين داعيا المجتمع الديمقراطي السياسي والمدني الى تحرك عاجل في ظرف 24 ساعة. وقال عصام الشابي في الندوة التي عقدت اثر عودة وفد الحزب الجمهوري من ولاية ةسليانة : الاوضاع على غاية من الخطورة ولقد صدمنا بعدد المصابين وبنوعية الاصابات التي طالت في معظم الاحيان كامل الجسد وقد بلغ عدد المصابين وفق مصادر نقابية 300 اصابة فيما اكدت مصادر طبية انهم حوالي 200 مصاب.. وهو رقم يسجل لاول مرة في تونس خلال يومين.
واضاف : المواطنون في سليانة فوجئوا بقوة القمع ولا يفهمون لماذا تواجه مطالب التنمية ومطلب تغيير الوالي الذي اخفق في ادارة ملفات جهوية ب«الرش» ..اهالي سليانة يستغيثون ويطالبون بوقف فوري لوقف اطلاق النار كما يخشون من تواصل المداهمات الليلية.
ومن جهته قال نجيب الشابي رئيس الحزب : لم يعد هناك ما يمكن ان تضيفه الحكومة على القمع الذي تمارسه في ولاية سليانة والحالة هناك اكثر من مأساوية. .. والناس يشعرون انهم يتعرضون لاعتداء وحشي دون سبب. فالمطالبة باقالة الوالي تواجه باشرس اشكال القمع .
وتابع : الرصاص المستعمل في سليانة متنوع هناك رصاص الصيد الذي يسمى بارود وهناك ايضا استعمال للرصاص المطاطي والرصاص الحي وهذه عينات ( قدم عينات من الخراطيش المستعملة) ان مطالب الولاية التي جئنا منها الان هي وقف اطلاق النار واقالة الوالي وسحب قوات الامن التي فقد المواطنون فيها الثقة وتعويضها بقوات الجيش واطلاق سراح الموقوفين.
واضاف الشابي قائلا : لم نكن نتصور ان الناس الذين كانوا مقموعين في السابق واصبحوا في الحكم اليوم سيواجهون المواطنين الذين يرفعون ذات المطالب بالبارود والرصاص المطاطي والحي وخاصة «الرش» الذي يعرض المواطن للعمى من اجل المشاركة في مظاهرة سلمية. واشار الشابي الى ان الحزب الجمهوري سيدافع عن سليانة بكل الوسائل الضرورية وخاصة من خلال المجلس التاسيسي مستنكرا الغاء وزير الداخلية للقائه مع وفد المجلس مساء امس بتعلة ان لديه حصة تلفزية.
كما دعا كل القوى الديمقراطية الى المشاركة في تظاهرة شعبية تنظم خلال الساعات القادمة تضامنا مع اهالي سليانة. وردا على استغراب نجيب الشابي لاستعمال البارود قال عصام الشابي : ان هذا السلاح يستعمل لاول مرة في تونس ولعله ثمرة التعاون مع بعض الدول الشقيقة. وفي الاتجاه ذاته قال ياسين ابراهيم المدير التنفيذي للحزب الجمهوري : ما رايناه في المستشفيات غريب جدا فهناك ثمانون مصابا فقدوا البصر في احدى اعينهم او في كلتيهما .. الحكومة بصدد اختبار سلاح جديد في سليانة وهو ما يؤكد موقف الجمهوري في ان بعض الوزارات يجب ان تكون مستقلة عن الاحزاب لذا كنا قد طالبنا باستقالة وزير الداخلية وتعويضه بشخصية مستقلة كما كنا قد طالبنا باقالة وزير العدل بعد موت السلفيين في السجن.
سؤال الشروق : هل تعتقدون ان إقالة والي سليانة هي الحل الكافي لأزمة الجهة ؟
عصام الشابي : ان اقالة الوالي هي المقدمة واذا كان رئيس الحكومة متمسكا بولاته وموظفيه نقول له تمسك بالمواطنين فهيبة الدولة تقوى عندما تصان كرامة المواطن لذلك نعتبر انه لا بد من وقف فوري لاطلاق الرصاص والبارود واقالة الوالي ثم نتجه الى البحث عن كيفية معالجة مسألة التنمية في الجهة.. لكننا نخشى ان يتسبب الموقف المتصلب للحكومة في انتشار بقعة الزيت خارج سليانة.
الى السيد وزير الداخلية : ان عنيت ما قلت فذلك أخطر قال وزير الداخلية في مداخلته في النشرة الرئيسية للانباء مساء امس ان قذائف الصيد «الرش» المستعملة في سليانة لا يتجاوز مداها العملي عشرين مترا في حين انه وبالعودة الى الخبراء فإن تلك القذائف تنقسم الى صنفين, الاول فيه حبوب بلاستيكية لا يتجاوز مداها بالفعل عشرين مترا في حين ان الصنف الثاني وهو المعبأ بحبوب او شظايا صنعت من الرصاص يتراوح مداها العملي بين 60 و70 مترا وقد اكدت مصادرنا في سليانة ان الشظايا المستخرجة من اجساد المصابين هي رصاص وليست بلاستيك وهو ما يجعلنا نطالب ووزير الداخلية بمراجعة معلوماته والا فإنه سيقع في فخ التضليل وبدل معالجة جرحى سليانة يزيد على مصائبهم مصيبة أخرى وهي محاولة التستر على السلاح المستعمل .
العريض : هؤلاء حرّضوا على العنف ... والجبالي لن يقيل الوالي
اتهم وزير الداخلية علي العريض خلال ظهوره ليلة أمس في نشرة الثامنة للأخبار على القناة الوطنية الاولى من وصفهم بالأطراف الحزبية والنقابية بالوقوف وراء أحداث العنف التي جدت بولاية سليانة واسفرت عن سقوط عدد كبير من الجرحى. وقال علي العريض إن وزارة الداخلية لها قائمة بأسماء المتهمين وخص بالذكر شكري بالعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين الذي اتهمه بالتحريض على العنف والعمل على ارباك عمل الحكومة مركزيا وجهويا على حد تعبيره.
وأشار العريض إلى أن قوات الامن لم تقم بإيقاف أي شخص على إثر المواجهات التي جدت يومي الاثنين والثلاثاء فيما ناشد أهالي سليانة إلى عدم الانجرار وراء ما وصفه بالدعايات المغلوطة ودعاهم إلى الاحتجاج السلمي والحوار مع الولاية والحكومة وكافة مكونات المجتمع المدني.
وفي ما يتعلق باستعمال «الرش» وضّح وزير الداخلية أن قوات الأمن خيّرت استعمال هذا النوع من الخراطيش عوضا عن الرصاص الحي وأن الرش لا يمثل خطرا حقيقيا إلا إذا وصل مدى استعماله ال20 مترا عندها يؤلم ويخلف اثار.
من جانبه وفي تصريح لإذاعة «جوهرة أف أم» قال رئيس الحكومة حمادى الجبالى إن أحداث سليانة بدأت بسبب الخلاف بين شخصين في الولاية . وأشار حمادي الجبالي إلى أن هذا الخلاف تحول إلى إضراب عام ثم إلى عصيان وتكسير و تحطيم ومطالبة برحيل الوالي وقال «والي سليانة سيبقى في منصبه وسيتنحى عندما أفعل أنا ذلك».
النائب عن ولاية سليانة عادل بن عطية ل«الشروق» : سأستقيل من التأسيسي ان لم تحل الأزمة قال نائب المجلس التاسيسي عن ولاية سليانة والمنتمي الى حركة النهضة عادل بن عطية للشروق انه اذاما لم تتوقف الهجمات على المواطنين في سليانة من الليلة الى يوم الغد , فانه سيقدم استقالته احتجاجا على ما يحصل ,واضاف ان خبر اقالة او استقالة الوالي ليس بخبر اكيد الى حد الان ,كما اعتبر ان الاهم بالنسبة له شخصيا ليس الاقالة او الاستقالة بل ان المهم هو ايقاف هجمات البوليس على مواطني ولاية سليانة.
واكد النائب عادل بن عطية ان نواب ولاية سليانة في المجلس التاسيسي سيجمعهم لقاء بوزير الداخلية في محاولة لانهاء الازمة ,مؤكدا ان المكتب الجهوي لحركة النهضة في ولاية سليانة قد طالب باقالة الوالي من منصبه بعد ما حصل.
مباشرة بعد عودته من غزة : العباسي يتوجّه إلى مكتبه ويجتمع بأعضاء من المكتب التنفيذي
علمت «الشروق» ان حسين العباسي الأمين العام للمركزية النقابية قد اتجه فورا حال وصوله إلى مطار قرطاج عائدا من غزة إلى مكتبه بساحة محمد علي. وقد تولى العباسي الاجتماع بصفة عاجلة بعدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وتم تناول تطورات الوضع بسليانة.
وتؤكد المصادر أن الاجتماع قد دام إلى ساعة متأخرة من المساء. كما قام العباسي باتصالات مع الهياكل النقابية في سليانة للاستفسار عن تفاصيل الأحداث. ومن المنتظر أن يطلب الأمين العام اجراء تحقيق فوري حول أحداث سليانة وتحميل المسؤولية للجهات التي استعملت العنف ضد المتظاهرين والسكان والنقابيين. ولا يستبعد أن يتحول الأمين العام إلى سليانة والاجتماع بالنقابيين بالجهة والاطلاع على الوضع هناك. كما تؤكد المصادر إمكانية دعوة المكتب التنفيذي الموسع إلى الاجتماع والنظر في الأوضاع المتوترة في الجهات والاعتداء على النقابيين.