صراخ, توتر, صراع ...كل العبارات يمكن إطلاقها على الجلسة العامة التي عقدت امس بالمجلس التأسيسي الا عبارة «نقاش», جلسة بدأت متأخرة بأكثر من ساعة, تصارع فيها النواب والحكومة لاثبات الولاء لأهداف الثورة, وأنهيت باعتصام سببه «ضعف المردودية». بدت الجلسة العامة بخطاب للوزير المكلف بالعلاقات مع المجلس التأسيسي صوّب خلاله سهام الحكومة إلى بطء نسق عمل التاسيسي ,وعبّر عن قلق الحكومة من هذا التباطؤ ,في تتمة لما قاله رئيس الحكومة مؤخرا بأنه سيضغط على المجلس التاسيسي ,مثلما قال بعض النواب .هذا الخطاب جوبه بموجة غضب عارمة تمظهرت في نقاط نظام طلبها رؤساء الكتل ليجيبوا الكيلاني وليفندوا الاتهامات ,ثم انتقلت عدوى نقاط النظام الى باقي النواب ربما لان ردود رؤساء الكتل لم تشف غليلهم.
رئيس الجلسة العامة العربي عبيد لم يستطع السيطرة على الموقف والخروج من المأزق, وتصاعد نسق المشاحنات بين رئيس الجلسة والنائب الطاهر هميلة ,ومحمد علي نصري, والجديدي السبوعي الذي احس ب«الضيم» مثلما قال بسبب منعه من التدخل واصرّ على ذلك خاصة بعد إشارة من العربي عبيد تطالبه بالسكوت مما وتّر الأجواء أكثر واضطر رئيس الجلسة الى رفعها عشر دقائق لتهدئة الخواطر ,التي ولئن هدأت نسبيا بعد اعتذار الجديدي السبوعي الا انها عادت للتوتر من جديد بسبب شكل رفع الحصانة عن رئيس او احد أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات.
وفي الاخير صادق النواب على الفصل 14 من مشروع قانون الهيئة المستقلة للانتخابات وينص على انه: «لا يمكن تتبع وايقاف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات او احد اعضائها من اجل أفعال تتعلق بأعمالهم صلب الهيئة او تتصل بممارسة مهامهم صلبها الا بعد رفع الحصانة من قبل الجلسة العامة للمجلس التشريعي بالأغلبية المطلقة لاعضائه بطلب من العضو المعني او نصف اعضاء مجلسها» وأضيف إليه «لا يمكن رفع الحصانة على رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات او على احد اعضائها الا بطلب منه وبتصويت الاغلبية المطلقة في المجلس التأسيسي او بطلب من اغلبية مجلس الهيئة» ثم تم رفع الجلسة.
لكن بعد مغادرة النواب لقاعة الجلسات العامة بقي اربعة نواب في حالة اعتصام وهم يمينة الزغلامي ولطيفة حباشي وبية الجوادي عن حركة النهضة, وفؤاد ثامر عن الكتلة الديمقراطية واعترض النواب عن قضاء ساعات طويلة للمصادقة على فصل واحد ,مستنكرين كثرة نقاط النظام و المقترحات التعديلية.
يمينة الزغلامي : حملة انتخابية قبل الأوان
قالت يمينة الزغلامي رئيسة لجنة الشهداء وجرحى الثورة ونائبة المجلس التأسيسي عن حركة النهضة ل«الشروق» ان الفترة التي تمت فيها مناقشة مشروع قانون الهيئة المستقلة العليا للانتخابات طويلة وأنها شخصيا لم تتوقع انها ستأخذ كل هذا الحيز, واضافت انها قالت لرئيس المجلس التأسيسي انه يجب تغيير النظام الداخلي قبل مناقشة مشروع قانون الهيئة المستقلة للانتخابات,كما اعتبرت ان لجنة التشريع العام قامت بدورها في هذا القانون واستمعت الى عديد الخبراء ,واستغربت ككل هذا الحجم من المقترحات التعديلية. واستنكرت يمينة الزغلامي بقاء النواب طيلة حصة صباحية للمصادقة على فصل واحد,وحمّلت المسؤولية للجميع واعتبرتها حملة انتخابية قبل الأوان.
لطيفة حباشي : تنقل النواب بين الكتل سبب المشكل
قالت نائبة المجلس التاسيسي عن حركة النهضة لطيفة الحباشي ل«الشروق» نعتصم اليوم لاننا في الاسبوع الرابع من مناقشة مشروع قانون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات, ولم يتم اكماله», واعتبرت ان عديد النقاشات مكانها اللجنة وليس الجلسة العامة, باعتبار ان اللجنة تمثل كل الكتل النيابية, واستنكرت وجود اكثر من 90 مقترحا تعديليا في مشروع القانون هذا مشيرة الى ان كتلة حركة النهضة التي تضم 89 نائبا لم تقدم اكثر من عشرة مقترحات تعديلية او اكثر من عشرة بقليل، وأرجعت لطيفة الحباشي تباطؤ النسق الى سبب اساسي وهو ان الكتل النيابية غير مهيكلة بشكل مناسب اضافة الى عدم استقرار النواب في كتلهم وتنقلهم من كتلة الى اخرى, واعتبرت ان الاستقرار السياسي هو الذي سيمكّن من تسريع نسق العمل التشريعي.