للنظر في «الاستحقاقات السياسية للمرحلة الراهنة» نظمت جامعة صفاقس 1 و2 للحزب الجمهوري في نهاية الأسبوع الفارط لقاء حاضر فيه الناطق الرسمي باسم الحزب وعضو المكتب التنفيذي وعضوالمجلس الوطني التأسيسي عصام الشابي . اللقاء حضره الوزير السابق محمد علولووالكاتبة العامة لجامعة صفاقس 1 سلمى الدامي وكاتب عام جامعة صفاقس 2 عبد الوهاب المبروك ومنسق الحزب بصفاقس فريد النجار الذي وضع اللقاء في إطاره العام متوقفا عند حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد محملا المسؤولية بالكامل للسلطة الحالية التي تحاول الهيمنة على مفاصل البلاد «على حد تعبيره» ، مناديا بتفعيل قانون العدالة الانتقالية .
عضو المجلس الوطني التأسيسي ، عصام الشابي انطلق في محاضرته قائلا: «بلادنا تمر بأخطر مرحلة منذ الانتخابات والانتقال الديمقراطي « مضيفا فبعد عام من الثورة يمكن القول إننا أخفقنا على جميع المستويات: المستوى السياسي ، التنموي ..والمواطنون قلقون » .
وانتقد عصام الشابي المجلس التأسيسي بشدة قائلا ان هذه الهيئة التي قالوا انها «سيدة نفسها» لم تحدد منذ البداية لا المهمة ولا المدة وهذه ليست ديمقراطية ، وقد رفضت السلطة الحاكمة الالتزام بالاتفاقيات السابقة والنتيجة اننا لم نكتب سطرا واحدا من الدستور خارج المسودة » .
وبنفس الأسلوب قال عصام الشابي «كل مهام الانتقال الديمقراطي أخفقنا فيها ، كان المطلوب إصلاح المنظومة الإعلامية ، لكنهم وضعوا أيديهم على الإعلام وحاولوا تكسير إرادة الإعلاميين ، لكنهم والحمد لله لم ينجحوا في ذلك مع تأكيدي على انه لا بد من محاسبة رموز الإعلام الفاسدين المتعاملين مع النظام السابق والذين لا بد من محاسبتهم » ، مضيفا « المحاسبة اليوم لم تشمل إلا سامي الفهري قائلا «أنا مع المحاسبة لكن وفق القانون وآليات الدفاع الديمقراطية ..» .
وفي ذات السياق قال المتحدث باسم الجمهوري «عامان مرّا منذ اندلاع الثورة ، ولم ننجح في إرساء منظومة العدالة الانتقالية، واليوم يتحدثون عن تحصين الثورة ، هذا التحصين الذي لم يتحدثوا عنه من قبل هوقطع الطريق على العدالة الانتقالية ، فالمواطن الذي قام بالثورة ليس بحاجة إلى وصاية عليه « حسب تعبيره.
وتناول المتحدث استقالة محمد عبومن وزارة الإصلاح الإداري متسائلا عن عدم تعويضه مما يؤكد حسب الشابي عدم وجود هذه الوزارة أصلا والتي تم إحداثها إرضاء للمحاصصات الحزبية .
وعن استقلال القضاء قال عصام الشابي « وزير العدل يتحكم في رقاب القضاة ..هم يستعملون نفس الآلة التي استعملها من قبل بن علي رغم تأكيدنا على مجهودات السادة القضاة في رفضهم للتعليمات».
وبعد ان تناول المتحدث موضوع الهيئة المستقلة للانتخابات قائلا ان كمال الجندوبي تعرض إلى حملة مغرضة بهدف الدفع به إلى ردة فعل قد يخطئ فيها ليتمسكوا بها «وختم عصام الشابي مداخلته بالوقوف عند أحداث سليانة مبينا انها تؤكد حالة الاحتقان التي بلغتها تونس قائلا :« لا بد من تغيير الحكومة ..الأمر انتهى» مشيرا إلى انه مع توصيف رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي في كلمته الأخيرة .
ومع تأكيده على هذا التوصيف قال الشابي «لقد أعاد المرزوقي ما قلناه من قبل أي في موفى ماي 2012 مع مراعاة فارق التوقيت ..مضيفا هي حكومة تحكم وهي مسكونة بهاجس الخوف من السقوط »( حكومة تحكم وخايفة لا تطيح ) ..
مبادرة اتحاد الشغل الأخيرة أخذت حيزا محترما من مداخلة عصام الشابي ليبين أن « الترويكا ترفض الحوار والمطلوب اليوم العودة إلى الحوار مضيفا أن حسين العباسي قال ان الدعوة إلى الحوار مازلت مفتوحة ونحن نرحب به من جديد».
عصام الشابي ختم محاضرته المتعلقة ب «الاستحقاقات السياسية للمرحلة المقبلة بالتأكيد على انه لا بد من العمل والتنسيق لفائدة تونس قائلا « بعد كل هذا علينا أن نتجاوز أخطاء بعضنا البعض ».