أدانت أغلب شخصيات الساحة السياسية في تونس الأحداث التي شهدتها ساحة محمد علي بالعاصمة، ولم تقتصر إدانة الهجوم على اتحاد الشغل على رموز المعارضة بل إن شخصيات من تيارات سياسية وسطية طالبت بمحاكمة المورطين في هذه الأحداث ومتابعة كل من حرض عليها. اعتبر محمد الكيلاني (الحزب الاشتراكي اليساري) ان حشاد اغتيل للمرة الثانية فالمرة الاولى كانت على يد «اليد الحمراء» واليوم يغتال ثانية على يد لجان حماية الثورة ميليشيات النهضة التي تنظمها ضد المجتمع المدني وهي تدفع بالبلاد نحو الاخضاع وردود الفعل التي لا تحمد عقباها والنهضة هي من يتحمل المسؤولية في كل ذلك فرجالها في الدولة وفي المجلس التأسيسي يقولون كلاما لتبرير افعالهم يندى له الجبين ومجانبا تماما للحقائق.
وقال عثمان بالحاج عمر (الجبهة الشعبية) ان هجوم انصار الحكومة وبالأساس مليشيات حركة النهضة هو عملية اغتيال لفرحات حشاد في ذكرى اغتياله ففرحات حشاد لم يستشهد في سبيل اتحاد الشغل وانما في سبيل الشعب ككل، هم اليوم اغتالوا الشعب وحشاد بما قاموا به من اعتداء همجي على العديد من النقابيين من بينهم عضو بالقيادة المركزية.
النهضة تعتمد المخادعة حيث حرضت انصارها على مهاجمة الاتحاد يوم الجمعة وفي الوقت الذي كان فيه النقابيون يتوافدون على ساحة محمد علي للتوجه الى قبر حشاد لقراءة الفاتحة وكان عددهم قليلا فوجئوا بالهجوم، المهاجمون جبناء والعملية التي قاموا بها اقل ما يقال عنها انها خسيسة وجبانة وقد استهدفت اعرق منظمة في البلاد وهي عمود من اعمدة العدالة الاجتماعية.
العملية تظهر ان هناك عقلية هيمنة واقصاء للوطنيين وعدم ايمان بالعمل النقابي ولا بالديمقراطية كما ان هناك منذ مدة تحريضا على الاتحاد العام التونسي للشغل صدر من بعض الاحزاب وصدر من رئيس الحكومة ووزير الداخلية وعديد النواب التابعين لحركة النهضة لذلك نحملهم المسؤولية رأسا.
أما بوجمعة الرميلي (نداء تونس) قد اعتبره منعرج خطير فالنهضة تريد ادخال البلاد في حرب اهلية لأنها عندما تعتدي على الاتحاد العام التونسي للشغل تكون قد اعتدت على كل شيء في هاته البلاد فالاتحاد هو المنظمة التي حمت البلاد واحتضنت الثورة كما ارادت احتضان الحوار الوطني الذي أفشلته النهضة والمؤتمر.بالفعل هو منعرج خطير ينذر بالسوء ولا بد من وضع حد لهذا التيار المنحرف والخارج عن اهداف الثورة.
وقال خالد الكريشي (حركة الشعب) نحن ندين بشدة هذه الهجمة ونستنكر الاعتداءات التي تمت على النقابيين في ذكرى عظيمة وهي ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد وهو اعتداء على الدور التاريخي للاتحاد في التحرر الوطني واثناء الثورة ونحن نطالب بمحاكمة كل من تورط في الاعتداء وكل من حرض عليه وكل من وجه المعتدين الى الاعتداء على فرع من فروع تونس وهو اعتداء غير مبرر ويهدف الى ضرب الاتحاد وتحجيم دوره حتى لا يشارك في استكمال اهداف الثورة وحتى لا يواصل الدفاع عن الطبقات الكادحة.
لم نسمع اي موقف رسمي الى الآن رغم ان رابطات حماية الثورة منسوبة الى طرف في الحكم كما تم الاعتداء على مناضلين بحركة الشعب على غرار زهير المغزاوي، على كل نحن مستعدون كمحاميي حركة الشعب للدفاع عن الاتحاد وتتبع مرتكبي الاعتداءات عليه وتقديمهم الى العدالة.
أما محمد بنور (التكتل) فقد اعتبر التهجم على مقر الاتحاد والاعتداء على قياداته خطير جدا حيث يستهدف اتحاد الشغل الذي هو في وجدان كل التونسيين كذلك هذا الاعتداء جاء في يوم أغر يوم احياء ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد الذي هو زعيم الحركة النقابية العالمية.
هي ذكرى رمز في تونس وافسادها ينم عن جهل كبير لأن هاته المناسبة كانت تجمع التونسيين ولا تفرقهم في كل العهود ونحن اعتبرنا ان الاعتداء على الاتحاد اعتداء على التكتل لأننا نقابيون قبل ان نكون في حزب التكتل وما حصل لابد من اماطة اللثام عنه لأنه يمس تونس ككل ويزرع الفتنة والفوضى كما نطالب بحل رابطات حماية الثورة التي هي بصدد بث التفرقة والفتنة والفوضى ولابد ان نعرف من يحركها وخاصة في هذا الوقت اي بعد ما حصل في سليانة وهو ما يؤكد انه تنقصهم روح المسؤولية والوطنية ونعتقد ان هؤلاء هدفهم مناقض لمصلحة البلاد.
كذلك الاعتداء على سعيد العايدي هو اعتداء علينا وهم يريدون جعل العنف من تقاليد الساحة السياسية التونسية لذلك ندعو الى تتبع المعتدين على الاتحاد وعلى العايدي وعلى رموز الاتحاد وعلى رأسهم السيد حسين العباسي كما نحذر من ان الاعتداء الاخير هو استفزاز لمشاعر كل النقابيين في تونس.