رغم أنّه مجهّز بكاميرات مراقبة على مدى 24 ساعة فقد تعرض صباح أمس فرع «التجاري بنك» الكائن بمدينة العلوم من ولاية أريانة الى عملية سطو مسلح قام بها خمسة أفراد محترفين أتوا على كل ما في الخزينة من أموال. «الشروق» تحولت الى عين المكان للتقصّي عن الحادثة حيث بوصولنا لاحظنا وجود عناصر أمنية وبعض الحرفاء الذين تمّ إعلامهم بأن الفرع المذكور لا يعمل ويمكنهم التوجّه الى الفروع الأخرى.
العملية بدأت في حدود التاسعة و15 دقيقة وقد دامت سبع دقائق إذ دخل أربعة أفراد الى المؤسسة البنكية المذكورة وكانوا ملثمين إذ هناك من يضع خوذة على رأسه في حين بقي الخامس على متن سيارة من نوع «فورد فيستا» كانت رابضة أمام الفرع البنكي في انتظار الجناة.
عملية سطو على الطريقة الهوليودية
وقد نفذت العصابة مخططها بكل حرفية وسرعة إذ أفادنا مصدر مسؤول ب«التجاري بنك» أنه بعد أن اطلع على تسجيلات الكاميرات المراقبة التي تمّ تسليمها الى الشرطة العدلية فقد تبيّن أن الجناة عند دخولهم وجدوا موظفتين وحريفة بصدد القيام ببعض العمليات المالية فأمروهنّ بالركوع على ركبتهن ووضع أيدهن على رؤوسهن وقد تولى أحد أفراد العصابة بتوجيه السلاح الناري على رأس احدى الموظفات في حين قام فردين آخرين بمراقبة الحركة داخل البنك وخارجه فيما قام النفر الرابع بتعبئة الأموال التي تمّ تقديرها ب93 ألف دينار.
وأضاف نفس المصدر أن الجناة استولوا على المبالغ المالية المتأتية من العمليات المالية التي تمّت صباح أمس ثم أمروا احدى الموظفات بفتح الخزنة والاستيلاء على كل ما فيها ثم لاذوا بالفرار في سرعة البرق الي وجهة غير معلومة. وأكد مصدرنا أن الأموال المنهوبة كانت من فئات نقدية مختلفة.
تكتم أمني شديد
الحضور الأمني كان مكثفا حيث جمع أعوان الشرطة ووحدات التدخل السريع الذي التحقوا بالحادثة بسرعة وتحديدا بعد الواقعة ب15 دقيقة وقد قاموا بتطويق الفرع البنكي المتضرر الذي تحيط به عدة حضائر.
وقد كانت الشرطة الفنية بصدد القيام بالمعاينة من ذلك أخذ البصمات في حين تولت عناصر الشرطة العدلية الاستماع الى الموظفتين والحريفة وحارس العمارة التي يقع فيها الفرع البنكي وبعض شهود العيان من ذلك عملة الحضائر الذين كانوا بصدد القيام بعملهم وذلك قصد معرفة هوية الجناة الذين كانوا تونسيين وذلك من خلال بعض العبارات التي تلفظوا بها أثناء قيامهم بعملية السطو من ذلك «حل الخزنة... أهبط على ساقيك..».
وقد رفض مديرا الشرطة الفنية وكذلك الشرطة العدلية الافصاح عن اي معلومات تتعلق بما توصّلا اليه من أبحاث أولية مؤكدان ان التحقيقات مازالت متواصلة للكشف عن هوية الجناة والقبض عليهم.
وبخصوص التسجيلات التي تحصلوا عليها فقد أكد بعض أعوان الشرطة العدلية أن أفراد العصابة كانوا ملثمين ولكن بمزيد التعمق في الابحاث فإنه سيتم تحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة.
دخول الموظفين والحريفة في حالة هستيرية
أفادنا مصدر مسؤول بفرع التجاري بنك ان الموظفتين والحريفة التي تعرضت للاعتداء بالعنف دخلوا في حالة هستيرية بسبب ما تعرضوا اليه من تهديدات بواسطة أسلحة نارية الي جانب التلفظ نحوهن بألفاظ نابية مضيفا انه وقع نقلهن الى مقر إقامتهن لتدهور حالتهن النفسية باعتبار ان ما تعرضن اليه يتم مشاهدته فقط في الأفلام السينمائية وليس على أرض الواقع.
«الشروق» تحدثت الى حارس العمارة عبد ا لكريم الدبوسي الذي صرّح انه كان بصدد قراءة احدى الجرائد وفجأة استمع الى صراخ وعويل احدى الموظفات فتحوّل بسرعة الى مكان الواقعة الا انه لم يشاهد أفراد العصابة مضيفا ان الموظفتين والحريفة كنّا بصدد الصراخ والبكاء.
من جهة أخرى تحدثت «الشروق» الى بعض عملة الحضائر وقد أكد أحدهم أنه بالفعل استمع الى صراخ احدى النسوة وقد ظن انه وقع نشل حقيبتها فلم يعر الأمر اهتماما الا انه بعد دقائق حل الأمن بكثافة.
من جهة أخرى أفادنا أحد العملة انه شاهد أفراد العصابة يخرجون من الفرع البنكي المذكور ثم امتطوا السيارة التي كانت متسخة جدّا وذلك لعدم ترك اي آثار عن رقمها المنجمي مشيرا الى أن أحدهم كان بدينا.
وتجدر الإشارة الى أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول الأسلحة النارية المستعملة اذا ما كانت حقيقية أو مزيفة قصد تخويف الموظفتين والحريفة.
