توقع كثيرون ان يعجز عن الإمساك بدفة الاتحاد، في وجود قوى ضغط عديدة تدفع نحو جر المنظمة الشغيلة لمعركة سياسية ضد الحكومة، ولكن حسين العباسي أظهر إلى حد الآن قدرة كبيرة على إدارة التناقضات ، في علاقة الاتحاد بالأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة. العباسي الذي فرض منطق الحوار، يوم 1 ماي الماضي، ودافع بشدة عن بقاء اتحاد شغل كقوة ضغط اجتماعي ، وتأثير سياسي مستقل عن الإرادات الحزبية، مازال ممسكا إلى حد الآن بالكثير من خيوط اللعبة، رغم محاولات بعض القيادات البروز إعلاميا على حسابه، بل وتوريط المركزية النقابية في مواقف غير محسوبة مثل الدعوة منذ أسابيع إلى حل حركة النهضة.
بعد أشهر من صعوده إلى مقعد الأمين العام برهن حسين العباسي ، الذي نجح في التوصل إلى اتفاق تاريخي للزيادة في الأجور رغم الظرف الصعب ، على انه رقم صعب ومؤثر في الساحة السياسية ، وانه قادر على الوقوف أمام محاولات تقزيم الاتحاد أو جره إلى صراعات سياسوية لا تراعي المصلحة العليا للوطن. العباسي برهن أيضاً على انه يمتلك كاريزما قيادية، جعلته يحتل مكانة بارزة في الساحة السياسية في مقابل تراجع أسماء كبيرة وجدت نفسها مضطرة للاصطفاف وراءه.