لا أحد ينفي على سليانة أنها موطن أشد الحجارة صلابة من المرمر وحجر الصم وحجر الصوّان المشعل للنار، ويا عجبي ممن تعجبوا وصرّحوا وقالوا وأكدوا وكذّبوا قطعا أن سليانة عاشت في محنتها على الحجر المستورد حسب شهادة واليها حاميها وراعيها وهو أدرى منك ومني بأوضاع أهاليها، فما العيب من أن تستورد سليانة الحجر بشهادة رأس السلطة فيها أليس في سليانة من لم يجد ما يأكله سوى الحجر المستورد الهش طبعا. ضع حجرة في الحدادة وعد الى «الرش» فعن أي رش يتحدثون في سليانة والرش أنواع شتى في القاموس الشعبي الفلاحي التقليدي، أولم نسمع في سليانة لبلبة أتيسة ونشم رائحة بول «البراشن»؟ ومنه الرش بماء الزهر بشتى أنواعه ونحن نرى في سليانة رش الابدان بماء الربيع العربي وخاصة منه ماء الرصاص ولكريموجان ورائحة ريحانه. ومنه «الترشريش» وهو أولى قطرات المطر، ومنه الدعاء «ان شاء ا& اللّي رشك يبلنا» أولم نر «الترشريش» في العاصمة «والبلل» في سليانة بالدم طبعا.
وهنالك رش الساحة في القيض والهجير، أولم يرش «الحاكم» بالرش ساحة سليانة بالرش فتركها له أهلها «واسعة وعريضة» وخرجوا منها جحافل ألفية في جمعة الرش.
وهنالك الرش الذي خرج من شتى الخراطيش مستهدفا الفراشيش ومن فوهة كل علبة هدامة نحو أجساد الهمامة ومن كل معون مستهدفا أولاد عون ومن كل عيار مستهدفا أولاد عيار.
وهنالك «رش الماء» أي التبوّل وهنالك من يتحدث في سليانة عن عورات «عريانة». «شوف وشم وقل لي» يحيا الرش.