يعيش المعهد الثانوي بالتلالسة من معتمدية الجم في الأيام الأخيرة على وقع اضطرابات، وأعمال عنف، واحالة عدد من التلاميذ على مجلس التأديب، وتقديم قضية مدنية بتهمة العنف ممّا أجبر الادارة على اغلاق المؤسسة مدة ثلاثة أيام. أكد عدد من تلاميذ المعهد الثانوي بالتلالسة الذين زارونا في مكتب «الشروق» بالمهدية أن أصل المشكلة انطلقت بتقديمهم لجملة من المطالب لادارة المعهد من أهمها فتح مكتبة المعهد التي ظلت مغلقة منذ انطلاق السنة الدراسية، والتخلي عن الاجراء المتخذ بغلق الباب الخارجي للمؤسسة منذ الساعة الثامنة الا ربعا مراعاة لظروف التلاميذ الذين يتنقلون بواسطة الحافلة التي تتأخر أحيانا عن مواعيدها، وتطبيق مبدا المساواة بين التلاميذ من قبل العون المكلف بمنح بطاقات الدخول، وفتح قاعات المراجعة خاصة للفتيات أثناء الساعات الجوفاء لوقاية التلاميذ من الأخطار التي يمكن أن تتهددهم خارج أسوار المعهد، والمطالبة بفتح حوار جدي مع الادارة في كل المسائل التي تتعلق بشواغل التلاميذ ومقترحاتهم، والعمل على احداث نواد تنشيطية وترفيهية بالمعهد تستجيب لرغباتهم.
وأضافوا أنه تم الاختيار على التلميذين عباس مروان (باكالوريا آداب)، ونضال نصير (باكالوريا رياضيات) للتفاوض مع الادارة بحضور الأساتذة والقيمين، الا أن الادارة لم تستجب لأهم المطالب التي نادى بها التلاميذ، بل وتلقوا تهديدات حسب قولهم من قبل الادارة وخاصة من مدير المؤسسة لذلك دخلوا في اضراب عن الدراسة لمدة ثلاثة أيام. وانطلاقا من يوم الاثنين المنقضي الذي يصادف بداية امتحانات الأسبوع المفتوح يواصل التلاميذ بادرت الادارة باستجواب التلميذين عباس مروان ونضال نصير بتهمة «التحريض على الشغب»، ثم احالتهما على مجلس التأديب ورفتهما رفتا نهائيا، اضافة الى رفع قضية مدنية ضد التلميذ حمزة المزوغي (بكالوريا رياضيات) بتهمة الاعتداء بالعنف على المدير رغم حسن سلوكهم، ونتائجهم الطيبة وهو ما تسبب في حدوث احتجاجات جديدة بسبب هذه القرارات التي اعتبروها تعسفية وظالمة ستساهم في تحطيم مستقبلهم خاصة وأنهم يستعدون لاجتياز امتحانات الباكالوريا في نهاية هذه السنة الدراسية.
وأشاروا أنهم اتصلوا بمختلف الجهات المسؤولة لايجاد حلّ لهذه الأزمة، الا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم يتجسد أيّ منها على أرض الواقع الى حد الآن وهو ما قد ينذر بمزيد من التصعيد وربما الدخول في اضراب ثان خلال الأيام المقبلة.
ومن جهته أفادنا السيد خالد ميلاد مدير المعهد الثانوي بالتلالسة أن منطلق الأحداث كان نشوب خصومة بين أحد العملة والتلميذ نضال نصير التي تطورت الى تبادل للعنف، وقد بادر بتطويق المشكلة، لكن في اليوم الموالي استغل بعض التلاميذ اضراب الأساتذة يومها ورفعوا شعارات، ثم تقدموا للادارة بعريضة فيها جملة من المطالب سعت الادارة للاستجابة الى أغلبها الا تلك المتعلقة بالنظام الداخلي أو تغيير بعض الموظفين غير أن ذلك لم يرض بعضهم لتتواصل الاحتجاجات والاضراب عن الدراسة لمدة ثلاثة أيام.
وأوضح السيد ميلاد أن عددا من التلاميذ وبدعوى الحرية سبّوا الأساتذة والقيّمين، والاطار الاداري، بل وصل بأحدهم الى حدّ التهجم والاعتداء عليه في مكتبه مما أجبره على رفع قضية مدنية ضده، كما طالبوا باعتذار كتابي من الادارة وهي أشياء غير معقولة، ولا يمكن التسامح ازاءها، مضيفا أن أغلب الأساتذة والاطار الاداري أكدوا على عدم قدرتهم على مواصلة العمل في ظل هذه الظروف المتشنجة.
وبناء على ما سبق يتابع السيد ميلاد فقد تم عقد مجلس تأديب ورفت التلميذين عباس مروان، ونضال نصير رفتا نهائيا من المعهد، كما استقدمنا الى المعهد لجنة تضم السيد المندوب الجهوي للتربية، وأخصائيا في التوجيه المدرسي والجامعي، وعددا من المتفقدين، اضافة الى الأولياء بهدف محاورة التلاميذ واقناعهم بضرورة مواصلة دراستهم في كنف الهدوء.
وفي ذات السياق أكد مدير المعهد على سعي الادارة المتواصل لتوفير جميع الظروف الملائمة للدراسة، ولاقامة نواد تثقيفية وترفيهية رغم النقص في أعداد القيّمين والاداريين، ومراسلة وزارة الثقافة لتأثيث المكتبة بالكتب،الى جانب امكانية ترسيم التلميذين المطرودين في احد معاهد مدينة الجم، ملقيا باللّوم على بعض الأولياء الذين اتّسمت ردود أفعالهم بالسلبية المفرطة تجاه سلوك أبنائهم خاصة في ظل الاستفهامات المطروحة عن فرضية وجود أطراف تحرّض التلاميذ على «التمرّد»؟