من المؤكد أن جماهير الترجي والافريقي رددت تلك المقولة الشهيرة في دنيا الرياضة «الكبير يمرض ولا يموت» بما أن فريق «باب سويقة» طوى صفحة خيبته القارية وواصل سيطرته المحلية أما فريق «باب الجديد» فقد كسر بدوره سلسلة التعادلات وبرهن أنه عاقد العزم على لعب الأدوار الأولى في مجموعته. كل هذه المعطيات تجسدت على أرض الواقع من خلال نجاح الافريقي في الإطاحة بمستقبل المرسى والأولمبي الباجي في الجولتين الماضيتين وهو ما جعله يرتقي إلى المركز الثاني في مجموعته وفي الطرف المقابل ضرب الترجي الرياضي بقوة وحقق العلامة الكاملة في مقابلاته الخمس في سباق البطولة وكلها مؤشرات تؤكد أن لقاء «الدربي» سيكون هذه المرة مثيرا إلى أبعد الحدود ولا أحد بإمكانه أن يتكهن بنتيجته النهائية.
تحسن واضح في الهجوم
وجد الترجي الرياضي خلال الموسم الحالي عدة صعوبات على مستوى خطه الأمامي وذلك نتيجة غياب هدافه خلال الموسم الماضي يوسف المساكني وقد اضطر المدرب نبيل معلول إلى الاستنجاد بالمدافعين ولاعبي الوسط لهزم الأولمبي الباجي (ثنائية الراقد والتراوي) وترجي جرجيس (ثنائية أفول والهيشري) ولكن بمرور الوقت بدأ الترجيون يتجاوزون هذا العائق بصفة تدريجية بعد أن اهتدى المهاجمون إلى هز شباك المنافسيين (ثنائية الجويني وكلوتي في الجولة الثالثة ضد أولمبيك الكاف وثنائية الجويني وهدف المحيرصي في لقاء الشبيبة) كما لاحظنا أن نبيل معلول لم يعد ينتظر حصول الفريق على كرات ثابتة حتى يهز شباك منافسيه واتضح ذلك بالخصوص في مقابلة الترجي ضد الشبيبة لحساب الجولة الخامسة.
من جهته عجز النادي الافريقي عن التسجيل خلال الجولات الثلاث الأولى ضد النادي البنزرتي وشبيبة القيروان وترجي جرجيس قبل أن يهز شباك فريق «الصفصاف» في الجولة الرابعة بواسطة «جابو» والهذلي ثم بلغ في الجولة الماضية شباك الأولمبي الباجي عن طريق «جابو» أيضا وهو ما يعني حالة الانفراج التي عرفها النادي على مستوى الهجوم في انتظار استفاقة أكثر من عنصر يشغل خطة مهاجم صريح في الفريق على غرار القصداوي وماكس.
«الدربي» في نظام المجموعتين
يقف التاريخ إلى جانب الترجي الرياضي عندما يدخل لقاء «الدربي» السبت القادم بحكم أن فريق باب سويقة فاز على جاره خلال موسم 1998 1999 (10) و(40) عندما تم تطبيق نظام المجموعتين خلال الموسم المذكور لذلك لا نعرف إن كان الترجي سيكرر نفس الانجاز خلال العام الحالي بعدما وقع اعتماد نظام المجموعتين أيضا أم أن غريمه الأزلي سيكذب التاريخ ويتمكن من التغلب عليه؟
يعرفون جيدا شباك الترجي والافريقي
أكثر من لاعب من الافريقي يعرف جيدا الطريق المؤدية إلى شباك الترجي وفي مقدمتهم المهاجم سلامة القصداوي الذي هزّ شباك الأصفر والأحمر في أكثر من مناسبة عندما كان يلعب لفائدة شبيبة القيروان ولئن اكتفى القصداوي خلال الموسم الحالي بمنح تمريرة حاسمة لزميله جابو في لقاء الافريقي ضد المرسى والتي سجل من خلالها الجزائري هدفه الأول في بطولة الموسم الحالي، فإن القصداوي سيكون مصرا على بلوغ شباك فريقه السابق في لقاء «الدربي» يوم السبت القادم.
لاعب آخر يعرف شباك الترجي وهو أشرف الزيتوني أما في صفوف الترجي الرياضي فنجد يوسف المساكني الذي سيخوض آخر «دربي» مع الترجي قبل أن يغادره بإتجاه قطر وكذلك شقيقه إيهاب الذي سجل في شباك الافريقي سواء عندما لعب لفائدة البقلاوة أو أيضا بعد أن تحول إلى فريق «باب سويقة» بالاضافة إلى العواضي والهيشري.
المنعرج
يدرك النادي الافريقي أن الفوز وحده يجعله ينعش آماله في اللحاق بالترجي الرياضي الذي تفصله عنه الآن ست نقاط كما يعرف الأفارقة أن العثرة ممنوعة ضد الجار لأنها لو حصلت سيعود فريق «باب الجديد» إلى نقطة الصفر خاصة وأن ملاحقيه النادي البنزرتي وشبيبة القيروان ومستقبل المرسى سيلعبون داخل قواعدهم خلال الجولة القادمة وهو ما يجعل حظوظهم وافر للفوز وإزاحة الافريقي من المرتبة الثانية في صورة تعثره أمام جاره الذي يريد تجاوز عقبة الافريقي وحصد إنتصاره السادس على التوالي وتبديد كل الشكوك التي تحوم حول الأداء المتواضع الذي قدمه أبناء معلول في أغلب مقابلاتهم رغم تمكنهم من الفوز على كل منافسيهم وهو ما يذكرنا بما عاشه «دي كاستال» خلال الموسم الماضي عندما كان الفريق يفوز ولكنه يقدم في المقابل مردودا متواضعا وتجدر الإشارة إلى أن الترجي تعود على حصد عدد كبير من الانتصارات المتتالية فقد فعل هذا الأمر مع معلول خلال موسم 2010 2011 عندما حقق 9 انتصارات متتالية وحقق رقما قياسيا مع السويسري دي كاستال خلال الموسم المنقضي بتحقيقيه ل 13 فوزا متتاليا.
كتاب مفتوح
يعرف المدرب نبيل الكوكي الترجي جيدا بما أنه فاز عليه خلال الموسم الماضي عندما كان يدرب آنذاك النادي الصفاقسي (21) وكان قبل ذلك انهزم ضده في الموسم نفسه ومن جهته أصبح الافريقي كتابا مفتوحا بالنسبة إلى مدرب الترجي الرياضي نبيل معلول الذي قاد الترجي إلى هزم جاره (32) في آخر «دربي» بين الناديين وكان الفرنسي كازوني هو من يدرب فريق «باب الجديد» آنذاك.
اللمسة الفنية
من المنتظر أن يشهد لقاء الدربي العديد من اللوحات الفنية في ظل تواجد عدة عناصر من أصحاب المهارات الفنية المحترمة على غرار يوسف المساكني والجزائري يوسف البلايلي ومواطنه عبد المؤمن جابو وماهر الحداد ومراد الهذلي... ولا ننسى أن عدة شبان سيحاولون استغلال فرصة الظهور في «الدربي» لتأكيد مخزونهم الكروي مثل المحيرصي والجويني والزيتوني والهذلي.