انطلقت الرحلة بالمشاهد الصحراوية، مشاهد كثبان الرمال والواحات وأشجار النخيل المنتشرة هنا وهناك. من دوزوتوزر وقبلي وتطاوين من ربوع الجنوب التونسي انطلق الماراطون خمس محطات اعتبرها المشاركون صعبة وشاقة لكنهم تحدثوا عن المغامرات الشيقة والممتعة وهم يشقون الهضاب الرملية وهم يعبرون الواحات وهم يحيون أهالي القرى الصحراوية لترد لهم التحية بمثلها بل وبأحسن منها من أهالي الجنوب الذين عرفوا بطيبتهم وبحفاوتهم... من الصحراء، من الكثبان الرملية، من النخيل والواحات، من توزرودوز وقبلي كانت المراحل الخمس الأولى ليكون الوصول إلى جزيرة الأحلام إلى جربة... إلى الشواطئ الجميلة، إلى السواحل الرملية، إلى أشجار الزيتون الخالدة التي يعود البعض منها إلى العصر الروماني، إلى أشجار النخيل... تلك هي المرحلة السادسة والأخيرة من الرحلة. فكان مسك الختام في جزيرة الأحلام وتحديدا في مليتة حيث كان استقبال الأهالي للضيوف استقبالا رائعا... كان الاستقبال احتفاليا على أنغام الموسيقى الفلكلورية الجربية، أولاد سطا جمعة والمطرب الرائع كريم القليبي أمنوا تلك الأجواء بين الموسيقى والغناء...
من السلطني إلى القرقني إلى الشالة ليتدخل كريم ببطاح جربة وبالعديد من الأغاني التراثية الجربية ليزداد المشهد جمالا بوجود الجحفة بقيادة «النقيب دولة « الذي حرص على أن تكون تلك الجحاف الثلاث في أبهى حلة. . هكذا كان الاستقبال في مليتة، استقبال واحتفال أسعد الضيوف الذين شاركوا في الماراطون ليس فقط من تونس بل ومن العديد من البلدان الأوروبية...
الضيوف وخاصة الأجانب عبروا عن جزيل شكرهم لما وجدوه من حسن استقبال على امتداد كامل مراحل الماراطون. كما عبروا عن استمتاعهم وانبهارهم واعجابهم بتلك المشاهد الجميلة والرائعة التي اكتشفوها خلال رحلتهم التي انطلقت من دوز وانتهت إلى جربة فكان رحلة سياحية ممتعة. وما زاد في ذلك الامتاع هو التنظيم الممتاز لذلك الماراطون، تنظيم كان أبطاله أبناء الجزيرة وخاصة أبناء مليتة الذين أصبحت لهم الخبرة في تنظيم مثل هذه التظاهرات. وهو ما أكده المنظم وابن جزيرة جربة عزالدين بن يعقوب الذي ذكر أن نجاح التنظيم يعود إلى تضافر جهود كل الأطراف. فكان أبناء الجزيرة فعلا أبطال هذه التظاهرة وذلك لتميزهم في التنظيم وفي نجاح الماراطون... أبناء الجزيرة كانوا الأبطال كذلك لتميزهم في السباق حيث انتهى الماراطون بفوز ابن جربة علي بن يوسف.