عقد الأمين العام حسين العباسي صباح أمس ندوة صحفية للكشف عن الأسباب التي أدت الى إلغاء الاضراب العام الذي كان مقررا ليوم الخميس 13 ديسمبر بحضور ممثلين عن المنظمات الدولية وبعض الوجوه السياسية والحقوقية وأعضاء المركزية النقابية. وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن من أهم أسباب إلغاء قرار الاضراب العام هو هشاشة الوضع الأمني سواء داخل البلاد أو على الحدود وخاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها حدودنا هذا بالاضافة الى الاتفاق بين ممثلين عن الاتحاد والحكومة بمحاسبة من يثبت تورطه في الأحداث الأخيرة من عنف واعتداءات على الاتحاد وقياداته ونقابييه.
وأضاف العباسي ان قرار إلغاء الاضراب العام لا يعني ان المكتب التنفيذي غير قادر على اتخاذ قرار آخر مثله فنحن سنبقى قلعة حصينة تدافع عن الشغيلة ونلبي مطالبهم ورغباتهم ومن يعتقد عكس ذلك فهو مخطئ وليعد الى تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل ليعرف نضالاته وبطولات منخرطيه.
غزوات عديدة
وتطرّق العباسي للاعتداءات العديدة التي عرفها الاتحاد العام التونسي للشغل ابتداء من رمي الفضلات أمام مقراته المحلية والجهوية حين أعلن عمال النظافة عن اضرابهم لمدة عشرة أيام ثم بعدها الهجوم على كل مقرات الاتحاد في الجهات واستطعنا آنذاك حماية هياكلنا في ظل غياب تام للسلطة بل وفي كل مرة تطالنا أيادي الغدر تطلب منا سلطة الاشراف مدّها بالجناة وحين فعلنا تمت تخطئتهم بمبلغ 4 دنانير فقط.
وأضاف انه بعد ذلك تعاملوا معنا بشكل أخطر وهو حرق المقرات مثلما حصل في جندوبة وبن قردان وبوسالم ومنزل بوزلفة وغيرها واشتدّ العنف حين شن أعوان النقل بتونس الكبرى اضرابا بيوم وكلما قمنا باحتفال أو مظاهرة أو إضراب الا وخرج علينا هؤلاء للمطالبة بتطهير الاتحاد.
وقال العباسي ان الاعتداء الذي حصل على الاتحاد ونقابييه في الذكرى الستين لاغتيال الزعيم فرحات حشاد كانت القطرة التي أفاضت الكأس وجعلتنا تقرر كمكتب تنفيذي وهيئة إدارية الدخول في إضراب عام وعدلنا لاحقا عن هذه الخطوة خدمة لتونس أولا وأخيرا لأنها فوق كل اعتبار ومن أجلها تراجعنا.
سياسة
وطمأن العباسي بتهكم بعض الاحزاب بأن الاتحاد لن يكون منافسا سياسيا في الفترة القادمة لأي طرف ولكن لن يسكت حين يهدد أي خطر البلاد وسيتحرك حين يرى أن الأمن غير مستتب والمظالم مسلطة.
وردّا على من اتهمه بتسييس المنظمة الشغيلة أجاب الأمين العام للاتحاد ان هذا الهيكل النقابي لم يكن أبدا بعيدا عن عالم السياسة ولكن عندما ثار ضد حكومة الغنوشي وساهم في تحرك القصبة 1و2 كان آنذاك بطلا أما الآن فهو يبحث عن المناصب السياسية.
كما شكر كل المنظمات الوطنية كاتحاد الأعراف وهيئة المحامين وجمعية القضاة ونقابة القضاة والفنانين والشباب وعدد من الأحزاب المعارضة والتكتل المتواجد في الترويكا لمساندتهم الاتحاد في هذه الأزمة واعدا إياهم بمواصلة النضال لتحقيق العدالة.
كما طالب العباسي بالاسراع في كتابة الدستور ليكون مؤسسا لدولة ديمقراطية مدنية واجتماعية تحترم العمل النقابي وتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل حق الاضراب والتفاوض في حق الشغيلة لضمان حقوقهم في التغطية الاجتماعية والصحية، لتبقى تونس لكل التونسيين.