أعلن حمة الهمامي الناطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية عن تأسيس التنسيقية الجهوية للجبهة بنابل برئاسة المنصف الخميري، وأكد أنه تم الاتفاق على انعقاد الندوة الوطنية أواخر شهر جانفي القادم على أقصى تقدير كان ذلك خلال الندوة الصحفية التي التأمت مؤخرا بنابل. التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بنابل ضمت ممثلين عن بعض الأحزاب اليسارية وهي حزب العمال والوطنيين الديمقراطيين الموحد وحركة البعث والديمقراطيين الاشتراكيين والطليعة العربي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الثوري والنضال التقدمي وثلاثة مستقلين من ضمنهم المنصف الخميري الذي تم اختياره كرئيس لهذه التنسيقية الجهوية. وافتتح رئيس التنسيقية الجهوية بنابل الندوة بالقول إن «الحكومة جاثمة على رقاب التونسيين» وإنها «فشلت فشلا ذريعا بعد سنة من الحكم في معالجة الملفات الحارقة كالتشغيل والتنمية الجهوية» وشدّد على أن «الحكومة تسعى إلى جرّ البلاد إلى مناخ رهيب من خلال التشجيع على ممارسة العنف وعزل الاتحاد العام التونسي للشغل والنيل من رموزه» وأكد أن الجبهة الشعبية تنخرط في مشروع سياسي واجتماعي طموح يستجيب لطموحات الشعب التونسي بجميع فئاته وشرائحه.
«الجبهة الشعبية هي خيار أملته الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد حاليا في ظل عدم القدرة على تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة» الكلام لحمة الهمامي الذي اتهم الحكومة الحالية بقيادة حركة النهضة بمحاولة الالتفاف على الثورة من خلال محاولة الهيمنة على جميع مفاصل الدولة، وأكد أنه وبعد مرور سنة كاملة على توليها الحكم إلا أنها فشلت في حلّ المشاكل العالقة كالتشغيل وملف الفساد والتنمية والإعلام التي تريد (حسب قوله) السيطرة عليها بشتى الطرق. وأكد أنه وبالرغم من الاختلاف في بعض التوجهات والمسائل كانت هناك قناعة راسخة لدى العديد من الأحزاب اليسارية بضرورة الانصهار في صلب هذه الجبهة الشعبية التي اعتبرها من الخيارات الإستراتيجية من أجل تكوين أهداف مشتركة وليست مرتبطة بظرفية معينة، ورأى أن الجبهة الشعبية تمثل حزبا مشتركا يجمع ممثلي هذه الأحزاب من أجل تحقيق أهداف الثورة والتصدي لما أسماهم بأزلام النظام الجديد الذي يريدون (حسب رأيه) الالتفاف على أهداف الثورة من خلال محاولة تكميم الأفواه وإقصاء الخصوم السياسيين.
وشدّد في جانب آخر على أن الجبهة الشعبية لن يكتب لها النجاح ما لم تنفتح على محيطها وتخرج من إطار المقاهي والصالونات والقاعات المغلقة والتأكيد على ضرورة الذهاب إلى عمق المناطق الداخلية والأرياف والاقتراب من مشاغل المواطنين خاصة في المناطق المحرومة والأحياء الشعبية والاتصال المباشر بجميع الفئات وخصّ بالذّكر الشباب العاطل والنساء. وأشار الهمامي إلى وجود برنامج طموح سوف تطرحه الجبهة الشعبية خلال انعقاد ندوتها الوطنية أواخر شهر جانفي القادم، كما أكد على تشكيل دوائر تسهر على بلورة هذا البرنامج حيث ستقع دعوة كل الطاقات والكفاءات في مختلف المجالات التي سوف تناقش البرنامج بشكل ملموس.
وختم الهمامي كلامه بالقول بأن عديد الأحزاب تعلمت عدة دروس مفيدة إبان انتخابات 23 أكتوبر من السنة الفارطة بأن عملت على توحيد وتجميع القوى اليسارية لتشكّل قوة سياسية لها وزنها في الاستحقاقات السياسية القادمة.