الظروف الحرجة التي يعيشها الأساتذة النواب المعوضون الذين يسعون وبكل جهد إلي تبليغ رسالتهم التربوية فيسهرون على إعداد الدّروس وإصلاح الفروض وتقابلها وزارة التربية بالتنكر لهم ولأعمالهم النبيلة وترفض مطلب تسوية وضعياتهم وإدماجهم. نظم مؤخرا في هذا الاطار عدد من الأساتذة المعوضين بكل من المعهد الثانوي ببازينة والمدرستين الإعداديتين جومين والسمّان يوم الثلاثاء 11/12/2012 على الساعة التاسعة صباحا أمام مقر معتمدية جومين وبمساندة عدد من الأهالي وهيئات من المجتمع المدني كجمعية الأحرار الشبان لحقوق الإنسان وجمعية المواطنة وقفة احتجاجية وكانت مطالبهم تتمثل خصوصا في الاعتراف بهم وإدماجهم ضمن السلك التربوي بالتعليم الثانوي كما وقع مع زملائهم بالمدارس الابتدائيّة وقد أصدروا بيانا يحتوي عديد النقاط أبرزها. وجوب الاستماع لمطالب التنسيقيّة الوطنية للأساتذة المتعاقدين ومنه مقترح الاتحاد العام التونسي للشغل المقدّم يوم 08/12/2012 والذي يجدّد فيه الدعوة الى تسوية وضعية الاساتذة المعوضين بإدماجهم وفقا لمقاييس موضوعيّة وشفّافة .وهنا يتدخل السيد معز الجوادي «أستاذ تربية مدنية معوض بالمدرسة الإعدادية بالسمان»: تستعملنا الوزارة كعجلة احتياطية فكلما عجزت عن سدّ الشغورات بالمعهد أو المدارس الإعدادية الاّ واستنجدت بنا فأنا مثلا درست السنة الماضية سنة دراسيّة كاملة وهذه السنة باشرت عملي منذ بداية شهر أكتوبر والى حدّ هذه اللحظة لم أتسلّم كامل مستحقاتي المالية ...وأنت يمكنك أن تتصور أستاذا معوضا يقطع عدّة كيلومترات حتى يلتحق بمقر عمله ويلجأ الى والده لكي يحصل على ثمن الوجبة الغذائيّة والتنقل وتضيف كريمة الصالحي «أستاذة تاريخ وجغرافيا بمعهد بازينة» إلى متى سنظلّ هكذا أليس من حقنا الإدماج وتسوية وضعيتنا كبقيّة الزملاء في عدّة قطاعات كالنقل والصحة والتعليم الابتدائي؟؟ أما وديع العمراني «أستاذ لغة وأداب عربية بمعهد بازينة» يقول : منذ السنوات الماضية وأنا أدرّس مرّة بالمدرسة الإعدادية بجومين وأخرى بالمعهد الثانوي ودائما أتساءل ما مكافأة هذه التضحيات ؟
هل أن رفض الوزارة يعدّ رسالة إلى وجوب مقاطعة سدّ الشغورات ووجوب البحث عن موارد رزق أخرى؟ أم إننا نبقى الحل والمشكل الوحيد لدى الوزارة وبعد استماع «الشروق» لعدد من المحتجين حاولنا محاورة السيد معتمد جومين الذي لم يكن متواجدا بمكتبه . ويبقى الجميع في انتظار ما ستعلنه وزارة التربية في هذا الشأن علما وأن عدد المعوضين الأساتذة خلال هذه السنة قد تجاوز 10 ألاف في جميع الاختصاصات.