احتضن المسرح البلدي بالعاصمة منذ ايام العرض الأول لمسرحية «نحب نغني» ، نص عبد الستار عمامو وهدى بن عمر ، تمثيل هدى بن عمر وحاتم اللجمي وعبد الستار عمامو ونور الدين البوسالمي، اخرا ج هدى بن عمر ، انتاج شركة واب الفنون بإدارة وحيدة الصغير البلطاجي هذه المسرحية خرجت عن النمط الدارج هذه الأيام في المسرح التونسي ، و الذي كان أغلبه متناولا لشتى المواضيع السياسية التي تشغل بال التونسيين و تقض مضاجعهم ، حتى بات التونسي يشتم رائحة السياسة حتى في طعامه و تصاحبه في أحلامه ، لكن جماعة «نحب نغني» حاولوا الخروج بالمواطن من هذه الدسامة السياسية ، محاولين بهذا الإنتاج المسرحي الجديد التخفيف من طغيان رائحة السياسة في أنوف أفراد المجتمع .
مسرحية «نحب نغني» عرض فرجوي يجمع بين المعلومة التاريخية التي تهم تاريخ الفن التونسي ، يؤمنها و يرويها عبد الستار عمامو بطريقته المعروفة ، يتخللها أسلوب كوميدي هزلي يحدث مقارنة بين الأغاني القديمة و الجديدة ، لإبراز قيمة الأغنية العتيقة ، و علاقتها بالتونسي في مخيلته و تفكيره و بصفتها مرآة للذات التونسية و تتلخص حكاية العرض أنه في اطار جمعية الرفق بالموسيقى التونسية يبدأ عبد الستار عمامو في تقديم محاضرته حول الموسيقى التونسية ونشأة الرشيدية وإذا بامرأة مغمورة فنيا تقتحم الركح هي ورجل آخر تدعي أنه أخوها والذي يحمل معظم الآلات الموسيقية على ظهره وبين يديه... وتتدخل هذه المرأة المغرمة بالفن التونسي حسب ما تدعيه هي في مسار المسامرة سواء بإعطاء معلومات مغلوطة أو صحيحة أو بالرقص والغناء...بين المحاضر وجديته والمرأة واندفاعها وشغفها وذوقها الفني المتدني في بعض الأحيان ...يكون التصادم بين الاثنين.. و كل هذا يتم في أسلوب هزلي كوميدي .
هذا العرض حقق هدفه المرجو في الجمهور الذي حضره بعدد كبير من جميع الأعمار والفئات والتفاعل مع العرض كان ضحكا قارب الانفجار، بل من المؤكد أن كل من شاهد العرض عاد إلى منزله و هو يقول « يزيني من السياسة .. نحب نغني».