أخفت حملها ثم قتلت مولودها ! المنستير الشروق : صحيح انها قتلت مولودها لكنها لا تعرف كيف أقدمت على هذه الفعلة. هكذا أكدت أمام هيئة المحكمة قبل أن ترمي بالمسؤولية على حالتها النفسية السيئة ومداركها العقلية المضطربة. هي فتاة عزباء في العقد الثالث من العمر ارتكبت فعلتها بإحدى جهات الساحل في أوائل السنة الجارية ثم مثلت قبل أشهر أمام احدى المحاكم حيث نالت حكما بالسجن مدة عامين لكنها مثلت مؤخرا أمام دائرة الاستئناف بمحكمة المنستير الابتدائية فأتيحت الفرصة لاستحضار جريمتها بالتفصيل. حصل منعرج خطير في حياة هذه الفتاة منذ سنة ونصف تقريبا عندما شعرت بحملها وتأكدت من حدوثه. كانت خلال تلك الفترة فتاة عزباء تواظب على الذهاب صباحا الى أحد المصانع حيث تعمل قبل ان تعود مساء الى مقر سكناها. كانت أسرتها محافظة وتولي أهمية كبيرة للشرف كل هذا لم يمنعها من ربط علاقات غرامية خارج الاطار المشروع فحلت الكارثة. ألقت بجثته في الشارع لم تجد الفتاة الحامل حلا غير اخفاء حملها عن أفراد أسرتها والحال انها تعيش بينهم. المهم ان الامتحان العسير واجهها عندما فاجأها المخاض فاضطربت في أمرها ثم تسللت من منزل والديها الى حديقته دون أن تثير الانتباه. وقد انزوت في ركن من الحديقة فوضعت مولودها دون مساعدة ثم ارتأت التخلص من الفضيحة فمدت يديها الى فلذة كبدها وأطبقت بهما على رقبته وراحت تضغط بقوة. كان قد أسلم روحه لما جلبت كيسا بلاستيكيا ووضعت فيه الجثة قبل أن تلقي بها في أحد الشوارع القريبة وتعود الى مقر سكناها وكأن شيئا لم يكن. لم تتضح هوية الأب تفطن بعض المارة للجثة فأخطر رجال الامن فتمت المعاينة ثم تم نقل الجثة الى مركز الطب الشرعي حيث تم التأكد من ولادة الهالك حيا قبل ان يسلم روحه خنقا. وقد انطلقت الأبحاث فتمكن رجال الامن من الوصول الى الأم التي اعترفت بفعلتها ذاكرة أنها أقامت علاقة غرامية مع أحد الشبان (لم تتضح هويته) وأنها تحملت عاقبة خطئها بمفردها قبل ان تجهز على مولودها درءا للفضيحة ولهذا قررت النيابة العمومية احالتها على المحاكمة بتهمة قتل مولود فنالت في الطور الابتدائي عامين سجنا. لم يُرض الطرفين لم يرض الحكم النيابة العمومية ولا المحكوم عليها ففيما اعتبرته الأولى خفيفا مقارنة بخطورة الجريمة رأته الثانية قاسيا ولهذا بادر الطرفان باستئناف الحكم. وقد جلست احدى دوائر الاستئناف للنظر في القضية فطالب ممثل النيابة العمومية بتشديد العقوبة فيما أعادت المحكوم عليها اعترافها بفعلتها وأطوارها قبل ان تؤكد انها لم تكن تعي أفعالها عندما أقدمت على ارتكاب جريمتها ملاحظة أنها كانت ساعة الواقعة شبه غائبة عن الوعي بفعل ظروف الولادة النفسية من جهة وتناولها بعض الادوية المهدئة. من جهة أخرى لكن هيئة المحكمة التي اكتفت بالاستماع الى طلبات الطرفين قررت تأخير البت في القضية الى جلسة قادمة.