عمدت أمس مجموعات مسلحة بالهراوات والحجارة الى الهجوم على من حضروا اجتماع نداء تونس بالجزيرة... ونجحت في اجهاضه... قادة النداء اتهموا «النهضة» التي نفت التهمة جملة وتفصيلا. زيارة قائد السبسي الى جربة كانت مسبوقة بالكثير من التشويق حول موعد وصوله وحول مكان الاجتماع. فلقد كان الحديث في البداية عن وصول قائد السبسي الى جربة ظهر أول أس الجمعة ثم تغير الموعد الى مساء نفس اليوم لكن طائرة قائد السبسي لم تحط بمطار جربة جرجيس الا صباح أمس السبت. من جهة أخرى، فإن مكان الاجتماع تم تحديده حسب الدعوات الموجهة الى الحضور بأحد النزل لكن تبين بعد ذلك ان الاجتماع سينعقد بنزل آخر. وبالنسبة للرأي العام داخل جزيرة جربة اختلف بين مؤيد ومعارض للزيارة.
قبل موعد الاجتماع بساعة اجتمع العديد من المحتجين أمام النزل مطالبين بمغادرة قائد السبسي لجربة رافعين عدة شعارات من بينها: من أشرف على تعذيب اليوسفيين وكان مهندسا في قتل أحرار جربة في «صباط الظلام... لا مرحبا به».
ليتزايد بعد ذلك عدد المحتجين الذين توجهوا الى المدخل الرئيسي بالنزل. وفي المقابل انطلق الاجتماع دون حضور الباجي قائد السبسي حيث ألقى رضا بلحاج كلمة رحب فيها بالحاضرين . كما تحدث أحمد نجيب الشابي عن اماكانية تحالفهم مع حركة نداء تونس مشيرا الى أن في ذلك تكريسا لمبادئ الوطنية والديمقراطية ثم ألقى الشاعر الصغير أولاد أحمد قصيدته «أحب البلاد» قبل أن ينطلق عرضا موسيقيا لفاضل الجعايبي.
لكن قبل نهاية العرض تم اقتحام القاعة من طرف مجموعة من المحتجين الذين رفعوا شعار «ديقاج» لتشهد القاعة بعد ذلك فوضى وتدخل أحد المسؤولين الأمنيين ليعلن عن إلغاء الاجتماع كما تم إلغاء الندوة الصحفية التي كانت مبرمجة وتعالت الأصوات داخل القاعة وخارج النزل.
ولوحظ تكاتف الأمن في حين واصل عدد من المحتجين مطالباتهم بخروج الباجي قائد السبسي وأنصاره ليتم بعد ذلك محاصرة النزل من عدد من المحتجين بالتزامن مع تكاتف الوجود الأمني وسيارات الجيش.
وفي حدود الساعة السابعة مساء تم ابعاد المحتجين دون اشتباكات او مناوشات مع رجال الأمن ليغادر بعد ذلك النزل البعض من قيادات واطارات حركة نداء تونس. وحسب ما أكّده رضا بلحاج لجريدة «الشروق» فإن مسؤولية ما حدث تقع على عاتق وزارة الداخلية وبالتحديد علي العريض مشيرا الى أن الأمن كان متواطئا مع المحتجين.
عامر لعريض : اتهامات «النداء» عارية عن الصحة
ردّا على اتهامات رموز من حركة نداء تونس بتورط النهضة في احداث جربة قال السيد عامر لعريض لاذاعة موزاييك ان هذه الاتهامات عارية عن الصحة تماما وانها لا تلتزم بالاخلاق السياسية وبيّن ان حركة النهضة تقف بشدّة ضد العنف مهما كان مأتاه بقطع النظر عن لون الحزب او الجماعة الذي تأتيه وعن مدى قربها او بعدها من حركة النهضة. ودعا الجميع الى التزام السلوك المدني والتصرف وفق قواعد وأسس هذا السلوك.