أدى والي القيروان زيارة ميدانية الى بلدية منزل المهيري وأحوازها قادته الى أبرز مناطقها الريفية والحضرية، للتعرف على مجمل المصاعب والمشاكل المزمنة التي تعرفها الجهة.. ولعل أبرز هذه المشاكل المتعلقة بالربط العشوائي لقنوات مياه الأمطار ونفايات المرجين. اولى محطات الزيارة كانت قناة لصرف مياه الامطار فعاين الوالي وكل الاطارات الجهوية والمحلية واقع حالها ووضعيتها المزرية. حيث أجبرت البلدية على غلقها بصفة وقتية نظرا للربط العشوائي لبعض المتساكنين بالقناة. وأكد بعض المواطنين ان الربط غير ظاهر للعيان وهو ربط في باطن الأرض حتى لا يتم كشف المعتدين على الشبكة والذي صراحة يمكن وصفه بالكارثة البيئية فأصبحت البيئة أكثر تعرضاً للضرر وتقلق راحة الموطنين والتلاميذ الذين تجمع البعض منهم وعبروا عن معاناتهم من جراء الملوثات المختلفة باعتبار مياه الصرف الصحي المرتبطة بطريقة غير شرعية، وأذن والي الجهة بعد التشاور مع المختصين بتشكيل لجنة لمعالجة المسألة بالتنسيق مع البلدية والوكالة الوطنية لحماية المحيط والهياكل الاخرى في اقرب وقت.
من جهته قال ضو الورغمي رئيس النيابة الخصوصية بمنزل المهيري انّه في كل عام ومع بداية موسم جني الزيتون، تعود مشكلة صب «المرجين» المستخرج من معصرة الزيتون الموجودة وسط مدينة منزل المهيري وأصبح يقلق راحة المواطنين ويؤثر سلبا على التربة كما تسبب في تعطيل تعبيد طريق الى جانب الروائح الكريهة المنبعثة منها. وهكذا تفسد الفرحة بهذا «العرس» الموسمي بالنظر الى ما يعود به محصول الزيتون من فوائد، كما طالب رئيس البلدية بغلق المعصرة نظرا لعدم استجابة صاحبها للانذارات المتعددة وحتى المحاضر الصادرة من البلدية والوكالة الوطنية لحماية المحيط.
تدخل ممثل الادارة الجهوية للبيئة بالقيروان وأكد ان مادة «المرجين» تؤثر فعلا سلبيا على الحياة البرية والمائية وطلب من صاحب المعصرة بنقل المادة لأقرب مصب مرخص له وهي بجهة «شط البهايم» التابع لبوحجلة أو استغلالها في القطاع الفلاحي حيث تساهم نفايات مادة المرجين في تحسين الخاصيات الكيميائية والفيزيائية للتربة والرفع في الانتاجية الفلاحية وهو مطلب صاحب المعصرة ولكن اشترط عليه بالتنسيق مع مندوبية الفلاحة.
وخلال معاينة الوالي ومرافقيه لآثار «المرجين» والمصب غير المهيأ تقدم الينا بعض الشباب وأفادوا انهم ضد غلق المعصرة الوحيدة بالجهة وأكدوا ان سبب تحريض المسؤولين المحليين على غلق المعصرة هو راجع لأغراض شخصية واقترحوا بتسوية الوضعية بأمور سلمية.
الوالي استبعد اقتراح الغلق وتحاور مع صاحب المعصرة مباشرة وطلب منه تسوية وضعيته في أقرب وقت تفاديا للحلول الردعية حفاظا على راحة المواطنين خاصة القاطنين بجوار المعصرة والعمل لانطلاق اشغال الطريق المعطّل، ورحب صاحب المعصرة بالاقتراح وتعهّد بالقائه في ضيعة الزيتون التي هي على ملكه مع التنسيق مع ادارة الفلاحة أو بنقله بالمصب ببوحجلة. وقد أكدت العديد من التجارب العالمية أن استعمال مادة المرجين يساهم في تحسين مستوى المواد العضوية