53 مفتشا عنهم لفائدة العدالة أغلبهم في رصيده أكثر من منشور تفتيش لأكثر من قضية جلها سرقات ونهب وسكر وترويج مخدرات...حجز 23 دراجة نارية... و3 سيارات تبيّن أنها مسروقة أثناء عملية التدقيق الاعتيادي... تمت مداهمة بائع خمر خلسة ووكر (قونة) وتاجر بحوزته كمية من المخدرات وتمشيط كل محيط أريانة الكبرى انطلاقا من المنازه إلى جهة رواد والنصر وغيرها... هكذا كانت الصورة ليلة أول أمس إلى حدود منتصف الليل انطلاقا من الرابعة والنصف لحملة أمنية كبرى شملت كامل أقليم أريانة الشمالية والمدينة...حملة أمنية باستعداد بشري هام وتجهيزات مستحدثة من سيارات وعتاد وكلاب مدربة على شم أماكن أخفاء المخدرات والممنوعات وإيقاف الهاربين.
استنفار افتراضي
حملة بلغ صيتها روّاد «الفايس بوك» حيث تم تداول خبر وجود استنفار أمني هام الذي يتلاقى مع وجود إرهابيين... على أرض الواقع لم يكن استنفارا بقدر ما كان حملة أمنية مدعمة بكافة الوحدات الأمنية ضمن خطة محكمة للتواجد المكثف حتى يستعيد المواطن راحته واطمئنانه بحسب تصريحات أحد المسؤولين الميدانيين وهي حملات انطلقت فيها وزارة الداخلية مؤخرا بجيل جديد من شباب الثورة المنتدب حديثا للعمل الأمني وهو المشارك في الحملات بنسبة هامة جدا.
كل الفرق الأمنية
الساعة الرابعة والنصف مساء بدأ التجمع لأعوان الأمن حيث انطلق التنسيق للحملة الكبرى التي تترافق فيها كل الوحدات الأمنية تقريبا من شرطة نجدة وفرق التدخل والشرطة العدلية والإدارة الفرعية لمكافحة الاجرام وإدارة مكافحة المخدرات والأمن العمومي وشرطة المرور.
من ثكنة الخضراء إلى الاقليم غادرت الدوريات من دراجات وسيارات في مجموعات كبرى شملت تعدادا بالعشرات...المكان المستهدف كل النقاط السوداء والأماكن المنزوية...ومداهمة المفتش عنهم وباعة الخمر والممنوعات..وكذلك تمشيط الشوارع من اللصوص...
أمطار غزيرة
أمطرت السماء بشدة لكن رغم سوء أحوال الطقس فإن الحملة لم تلغ وبقي الموضوع والبرنامج نفسه...من شوارع المدينة التي توزع على كل نقاطها المرورية أكثر من اختصاص أمني..والغاية التثبت في أوراق السيارات وإن لزم الأمر تفتيش الشاحنات والتثبت بحثا عن سيارات مسروقة أو دون وثائق أو مفتش عنها أو ممنوعات...
حي التعمير أو الحي الشعبي...توقفت السيارات ونزل المترجلون إلى المفتش عنه في قضايا الاتجار خلسة لبيع الخمر... لم يجد المتهم حلا إلاّ التخفي داخل منزل مهجور مغلق باحكام... مما اضطر الوحدات المختصة إلى استعمال الفنون الرياضية لتسور السطح وإيقاف المتهم الذي حاول الفرار رغم حالة السكر التي كان عليها...واضطر الفريق الأمني لإنزاله من السطح عبر الجدار..
تمشيط كلي
تواصلت عمليات التمشيط التي جلبت انتباه السيارات بفعل فيالق السيارات المتتابعة لكافة الوحدات الأمنية بمختلف أشكالها بعضهم تساءل خوفا من وجود أمر مريب ما قد يعصف بهدوء البلاد وآخرون استبشروا لعودة ميدانية للأمن في الشوارع لتستعيد العاصمة ...هدوءها..وجزءا من أمانها.
منازل بصدد البناء
من خلف حي النزهة أو ما يسمى «الحي الفوقاني» منازل بصدد البناء...وهو المكان الذي يسجل كمنطقة سوداء لباعة الخمر والمستهلكين بعيدا عن الأعين باعتبار حالة الطقس لهذه الليلة والأمطار الغزيرة التي ألغت جلساتهم في الحدائق العمومية...اقتحم الأمن المكان الخالي من الأبواب والنوافذ والمليء بالحفر الكبرى...تتعثر في أكثر من حجارة...
مخدرات
أولهم أطلق ساقيه للريح...والثانية حاولت الهرب لكنها عجزت عن الافلات وثالث تسمر في مكانه لكنه استعمل آلة حادة محاولا طعن أحد أعوان الأمن المدني. ثالوث في جلسة خاصة...مرفوقة بحبوب مخدرة وكمية من مخدر الزطلة..كمية لأكثر من استهلاك شخص واحد.
وتبين أن الأول غادر السجن قبل أسبوع واحد فقط...معترفا باستهلاكه للحبوب ناكرا استهلاك المخدرات المحجوزة لديه والمتحصن بالفرار مغادر للسجن من حكم 5 أعوام وهو زوج للمرأة الموقوفة التي صرحت أنها حامل في أشهرها الأولى...
حملة متواصلة
توقفت السيارات باحد الشوارع لاعادة التنظم...لكن شابا من داخل مقهى وسط أريانة...انتفض من مكانه لمفرده مغادرا المكان...فتم ايقافه للتحري معه وبتفتيشه عثر بحوزته على قارورة غاز مشل للحركة.
بطحاء الليل
...مكان منزو أو بالأحرى يطلق عليها اسم «القونة» تتوسط مرتفع الجبل أريانة مكان يعتبر نقطة سوداء بفعل السهرات التي تنظم داخل هذه «القونة» التي تتجاور مع «قونة» الدجاج والديكة ...مواطنون خرجوا من بيوتهم لإستجلاء الأمر...مطلقين كميات كبيرة من الأسئلة أهمها...لاباس؟
هدأت الليلة كما هدأت الأمطار التي جاءت مفاجئة...وهدأت الحركة بالشوارع حيث استقر عدد هام من الوحدات الأمنية في مداخل ومحاور كل الطرقات والمفترقات...لبعث الطمأنينة لعابري الطريق ومستعملي السيارات...
وتمت إحالة الموقوفين على المراكز الراجعة إليها بالنظر لفتح محاضر بحث مع تثبيت حراسة إضافية...فمن العادي جدا اليوم مداهمة مركز أمن وحرقه لتحرير موقوف... هكذا تحدث أحد أعوان الأمن...ممسكا سيجارة...مغادرا المكان.