طالبت أم طفل متوفى منذ نحو سنتين بسبب خطا طبي بمستشفى فرحات حشاد بسوسة بإنصافها وإظهار حق ابنها ودعت السلط المعنية إلى إيلاء قضيتها ما تستحق من عناية. وقد توفي الابن في 17 جانفي 2011 (وكان عمره آنذاك 3 سنوات) بعد أن أمضى أكثر من أسبوعين في قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة لعلاج جرثومة على مستوى الحنجرة.
وحسب التقارير الطبية ومحاضر جلسات الاستماع بالمحكمة الابتدائية بسوسة فإنّ الطفل المتوفى كان قد أصيب فك خده الأيسر يوم ولادته حين سقط من يدي القابلة، وقد أكّد الأطباء الذين باشروه وتابعوا حالته أنّ الإصابة ليست خطيرة ويمكن معالجتها بعملية تجميلية بسيطة وتجاوزها بمرور الزمن ولا علاقة لها بمرض وراثي أو جيني مثلما تمسكت بذلك الطبيبة المشتكى بها.
وحين أدخل الفتى المستشفى في موفى ديسمبر 2010 كان يشتكي من ضيق بسيط في التنفس بسبب عدم تمكنه من فتح فمه بالكامل نتيجة إصابة فكه وقد كان السبب الرئيسي لدخوله المستشفى العلاج من نزلة برد سببت له جرثومة في الصدر لكن الطبيبة التي أشرفت على علاجه اعتنت بمسألة اعوجاج فكه وأهملت الجانب الآخر من العلاج.
وحسب الوثائق التي استظهرت بها الأم فإنّ حالة الطفل تعكّرت منذ يوم 5 جانفي 2011 ودخل في غيبوبة في مناسبتين ولم يمنحه الطاقم الطبي المضادات الحيوية اللازمة بل تم إعطاؤه كميات من الدم من غير فصيلة دمه وهو ما انكرته الطبيبة المشتكى بها في أقوالها.
وصرحت الطبيبة المتهمة في أقوالها بتاريخ 20 ماي 2011 بأنّ الطفل حين أدخل المستشفى كان يعاني فقرا فادحا في الدم وقصورا كبديا وتعفنا فيروسيا على مستوى الكبد وتعفنا جرثوميا رئويا وتشوهات خلقية.
وفي الوقت الذي لا تزال القضية مجمّدة في المحكمة دون حصول تطور يُذكر وجهت الأمّ نداء إلى السلط المعنية للوقوف إلى جانبها وإنصافها وإظهار الأسباب الحقيقية للوفاة وتتبع المتسببين فيها.