يمكن لزيتون الزيت المنتشر بكامل ربوع ولاية سليانة، أن تكون مردودية إنتاجه، أحسن وبتكلفة أقل لو تم تسميده بمادة المرجين... فهذه المادة الحيوية تعود بالنفع على شجرة الزيتون باعتبار أن هذه المادة تعد سمادا عضويا مهما حسب الفلاحين. تعرف ولاية سليانة بجنان زياتينها المنتشرة بكامل معتمدياتها تقريبا، لذلك لاتخلو ارض فلاحية من تواجد مثل هذه النوعية من الأشجار. وقد قام عديد الفلاحين بتغيير نشاطهم، خاصة بعد تأكدهم من مردودية قطاع الزياتين بالرغم من بعض الصعاب التي واجهوها خلال السنوات الأخيرة، والمتمثلة أساسا في ندرة اليد العاملة، وما تخلفه هذه المعضلة من خسائر جمة على مستوى جمع المحصول.
فمساحات أشجار الزيتون المصرح بها من طرف المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بكامل مناطق ولاية سليانة، تبلغ ال 69 ألف هك أي ما يساوي ال 6.900 مليون شجرة، ومثل هذا الرقم المحترم من أشجار الزيتون المنتصبة بكامل الولاية، مازالت الطاقة الإنتاجية له تتراجع في كل موسم، إذ بلغ محصول السنة الفارطة مثلا ال 49 ألف طن في حين بلغت تقديرات هذه السنة ب 33 ألف طن، أي بفارق 16 ألف طن من زيتون الزيت، بما يعادل ال 6.5 آلاف طن من البترول الأخضر، ومثل هذا الرقم يمكن أن يرتفع بنسبة كبيرة خلال كل موسم جني الزيتون لو تدخلت المصالح الإدارية للتنمية الفلاحية بسليانة لتمكين فلاحي الجهة، من الذين يتعاطون نشاط الزيتون، من تراخيص تخول لهم استغلال المرجين لتسميد حقولهم.
المرجين ذو فوائد جمة
بعد أن ألقت مشكلة مصبات المرجين بضلالها منذ عديد السنوات، واستحالة إيجاد شبه الحلول لها، أدى ذلك إلى غلق العديد من المعاصر، وللتخلص من هذه المادة ومن تأثيراتها على المحيط البيئي، فان العديد من الفلاحين ممن يتعاطون نشاط الأشجار المثمرة، وخاصة منها الزياتين، يطالبون المندوبية الجهوية للتنمية بالرد عن المطالب التي تعد بالمئات حول الترخيص للفلاحين الذين يريدون استغلال مادة المرجين في تسميد الزياتين ناهيك وان احد المختصين في المجال الفلاحي أكد ل«الشروق» بأن لمادة المرجين فوائد جمة عندما تستعمل لتسميد أشجار الزياتين، إذ يرتفع لذلك مردود الإنتاج مقارنة مع استعمال الأسمدة المتداولة حاليا بالسوق، كما أنها تكون بأقل تكلفة.
فجهة سليانة تعرف بجنان زياتينها التي لايشك في جودتها احد، لذلك فما ضر لو قامت مندوبية المكان بدراسة عميقة لهذا الملف، من اجل تكلفة اقل، وإنتاج غزير.