راج في ولاية بن عروس خلال المدة الاخيرة خبر كهل في العقد الخامس من عمره تجمد يده الماء وتشفي عقاقيره كل من استعصى ان يكتب له الشفاء، يسخّر الجان ويطوّعهم لخدمة الانسان... بلغ الخبر الى اعوان الشرطة العدلية ببن عروس فهبّوا لاستجلاء الامر وتقصّي الحقيقة. استقر الكهل بأحد احياء مدينة بن عروس واجتهد في معاشرة الناس وكسب ودّهم الى أن تمكّن م رصيد وافر من المعرفة بأحوالهم وانشغالاتهم واعتقاداتهم الراسخة في قدرة البعض على تحقيق الشفاء والمساعدة على الانجاب وتزويج العوانس وغيرها من «الاستحالات».أشاع الكهل بين سكان الحي أنه ذو موهبة وقدره. وفتح بيته لاستقبال الحرفاء وسرعان ما اتسعت دائرة عمله حتى بات اسمه معروفا وساهمت الاشاعة في تأكيد «بركاته» وقدرته على «اتيان العجب». فأصبح بيته مقصد طالبي التداوي والتبرّك وامتلأت جُيوبه وترفهت احواله وبالتالي ارتفعت تسعيرة «المعايدة» الى حد لا يصدّقه العقل... ومع ذلك لم يردّ له احد طلبا ولا اشتكاه حريف ممن دفعوا آلاف الدنانير في مقابل الوهم. لكن عيون اعوان الامن كانت تتابعه وترصد تحركاته وتراقب نشاطه عن بعد حتى أثبتت التحريات انه مشعوذ خطير ومتحيّل «ذو باع وطول ذراع» في التحيل على الفئات المهزوزة نفسانيا والضعيفة من حيث الوعي. عقاقير وبخور وذبائح خمّن أعوان الشرطة العدلية ببن عروس ان الوقت حان لوضع حد لنشاط الكهل المظنون فيه بعد أن تمكّنوا من التعرف على ضحيتين من ضحاياه كان قد باعهما الوهم مقابل 2500 دينار للاول و 3 الاف دينار للثاني، فتحركوا وألقوا القبض عليه واقتادوه الى مقرّهم حيث قاموا باستجوابه فاعترف بالتهم الموجهة اليه وشرح طريقة عمله وعدّد اساليبه وأدواته التي تعتمد بالاساس على العقاقير والبخور والذبائح وكتابة الاحجبة، وكان مقابل خدماته يتلقى الهدايا والمبالغ المالية الهامة مثلما فعل مع الضحيتين اللذين تعرفا عليه وتمسكا بتتبعه عدليا، وقد تم الاحتفاظ بالمتهم لمزيد البحث والتحري.