المحادثات السرية بين الحكومة التركية وزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان أثمرت اتفاقا مبدئيا لوقف القتال الطويل وقد تؤدي قريبا الى اتفاق سلام تاريخي. ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الحكومة وزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان اتفقا في مفاوضاتهما الأخيرة على مبدإ وقف القتال المستمر منذ 1984 بين الجانبين.
انفراج قريب
وأوضحت وسائل اعلام تركية الليلة قبل الماضية إن الاتفاق الذي يتضمن عدة مراحل يقضي بتعليق هجمات حزب العمال الكردستاني المحظور اعتبارا من مارس المقبل، مقابل إصلاح في الدولة التركية يهدف إلى زيادة حقوق الأقلية الكردية وذلك في اطار برنامج من عدة مراحل يتم الاعلان عنه رسميا الربيع القادم.
وقال حزب تركي معارض موال للأكراد إن المساعي الجديدة للتوصل إلى حل سياسي للصراع الكردي الطويل تبدو جادة لكن المطلب الرئيسي للأكراد مازال هو الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي.
وقال صلاح الدين دميرتش زعيم حزب السلام والديمقراطية التركي يوم الأربعاء «كيف سينشأ هذا الحكم الذاتي وماذا ستكون مكوناته.. مسألة يمكن مناقشتها. لكن أن نقول أننا تخلينا عن الحكم الذاتي كما يراه الأكراد فهذا خطأ.
وأضاف في حديث صحفي في مكتبه بالبرلمان في أنقرة «طريقة تنفيذ ذلك هي فقط التي يمكن أن تتغير».
وتابع قائلا «لا أرى هذا تكتيكا ساذجا ورخيصا من جانب الحكومة. يبدو هذا جهدا أكثر جدية... الجانبان يشعران الآن أنه يجب أن يكون هناك حل.
خطوة .. خطوة
وتجري الاستخبارات التركية بتكليف من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، منذ نهاية 2012 مفاوضات مباشرة مع أوجلان الذي يمضي منذ 1999 عقوبة بالسجن مدى الحياة في جزيرة إيمرالي شمال غربي تركيا.
ويقضي الاتفاق الذي كشفه تلفزيون «إن تي في» وصحيفة «راديكال»، بأن يغادر متمردوحزب العمال الكردستاني الأراضي التركية إلى العراق بعد تعليق عملياتهم العسكرية، قبل وقف القتال رسميا إذا حققت المفاوضات تقدما كافيا.
وفي الوقت نفسه تقوم الحكومة التركية بالإفراج تدريجيا عن مئات الناشطين الأكراد المتهمين بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني وتبدأ سلسلة إصلاحات تعترف خصوصا بالهوية الكردية.
وأوضحت المصادر التركية أن عبد الله أوجلان يمكن أن يوضح نواياه ورؤيته لحل النزاع الكردي في رسائل علنية يوجهها إلى الرأي العام التركي وإلى مؤيديه. وكانت الحكومة التركية حاولت في 2009 فتح حوار مع قادة حزب العمال الكردستاني انتهى بالفشل وأدى إلى تكثف المعارك.
وأسفر النزاع الكردي في تركيا عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في1984.
وعززت الحكومة الإسلامية المحافظة بقيادة حزب العدالة والتنمية بشكل كبير حقوق الأقلية الكردية التي تشكل بين 15 و20% من السكان البالغ عددهم نحو75 مليون نسمة في تركيا.
ولاحت فرص انهاء القتال المستمر منذ ثلاثة عقود بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أقرت الحكومة بأنها تجري محادثات مع زعيم المتمردين المسجون عبد الله أوجلان.