تقييم سنتين من الثورة... توجهات الجبهة الشعبية وانتقاد حزب حركة النهضة كانت المحاور الأساسية التي تطرق اليها حمة الهمامي في اجتماع شعبي عام نظمته التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بسوسة مساء السبت بالمسرح البلدي. حرص الهمامي في افتتاح مداخلته على توجيه تحية الى شهداء ولاية سوسة والى جرحى الثورة، وبدأ حديثه من حادثة تمثلت في حوار جمعه مع احدى الفتيات المتحجبات قال انها عبرت له عن خوفها من الاقصاء في الجبهة الشعبية قائلة «أريد أن تكون الجبهة الشعبية غير إقصائية» معلقا «قلت لها البسي الحجاب ان أردت ولكن الحجاب الحقيقي هو حجاب الأفكار عن الحرية وعن الكرامة والديمقراطية».
وعلى عكس كل الذين يصفون مناسبة 14 جانفي بعيد الثورة فقد وصفها الهمامي بالقول «في الذكرى الثانية لاسقاط بن علي من حقنا أن نقيّم، هم يريدون الاحتفال بمعنى الهرج الذي يغطي الواقع ولكننا نعتبر أنه من حق الشعب أن يغضب ويعبر عن نفسه بهذا الغضب الذي بدأ قبل سقوط بن علي وبعده وتواصل الى الآن والذي شمل كل مناطق الجمهورية وكل الفئات الاجتماعية والمكسب الوحيد الذي تحقق هو الحرية لا غير فيما فشلت الحكومة في تحقيق مختلف أهداف الثورة».
وأكّد الهمامي أنّ «المعركة لا تقتصر داخل المجلس التأسيسي بل سنخوضها ميدانيا من خلال التحامنا مع مختلف الفئات الاجتماعية «، معتبرا أن الحكومة تتلاعب بالعديد من الملفات الهامة مثل المحاسبة ومسألة التطبيع مع اسرائيل وملف جرحى الثورة وأنها تعيش أزمة حقيقية على مستوى المجالات مستدلا بأرقام مقارنة بفترة عهد بن علي التي كانت الأفضل حسب رأيه حول تراجع نسبة النمو وارتفاع نسبة البطالة والمديونية. وأضاف الهمامي «هؤلاء لا يريدون بناء اقتصاد وطني بل يريدون وضع أيديهم على الدولة وعلى ثروات البلاد» ودعا الهمامي الى تشكيل «حكومة أزمة» لمدة ستة أشهر تهتم بالقضايا المستعجلة قائلا «نحن مستعدون للحوار وقد شاركنا فيه حتى لا يقع اتهامنا بالتطرف نحن نريد حوارا حول القضايا الحقيقية في ظل ما يعيشه التونسي من خصاصة فهل تقبل محرزية العبيدي بمبلغ 95 دينارا مثل الذي تتقاضاه العاملات في البريد التونسي؟ فالجبهة الشعبية تفكر في الطبقة الفقيرة.»
الهمامي ورجال الأعمال !
والى جانب الانتقادات المباشرة لحزب حركة النهضة حيث وصف منتسبيها ب «عديمي الأخلاق وخالقي الأكاذيب» فإن ما اختلف في خطاب الهمامي عن بقية خطاباته السابقة باسم حزب العمال بسوسة هو رؤيته لرجال الأعمال والمستثمرين حيث برزت ليونة في حديثه عنهم بين الاستمالة ومحاولة تفنيد ما عبر عنه سابقا من موقف تميز بالكثير من الاحتراز لم يخل من الرفض تجاه رجال الأعمال والمستثمرين حيث اعتبر باسم الجبهة الشعبية أن يد بن علي طالت رجال الأعمال وحاولت الأسرة الحاكمة الاستحواذ على مشاريع هذه الفئة».
وفي مجال آخر أوضح الهمامي «نحن لسنا ضد المستثمرين الذين يضمنون حقوق العمال ويحافظون في مشاريعهم على البيئة ونقول لهم ان الجبهة الشعبية تدافع عنكم وتحميكم» ومن الطرائف أن الهمامي لم يكمل جملته تلك حول رجال الأعمال حتى قاطعه أحد الحاضرين قائلا له «الآن تم القبض على كمال اللطيف» فتفاجأ حمة قائلا « لا أعلم ذلك». أوصاف في غير محلها
الهمامي استغل حوارا دار بينه وبين أحد المواطنين لوصف أعضاء الحكومة والمجلس التأسيسي بأنواع من الخضر قائلا «الثوم هو الناطق الرسمي للحكومة لأنه دائما يفوّح، البرودو هو محرزية، الكرمب هو راشد الغنوشي.. أوصاف وإن أثارت ضحك الحاضرين فإنها فاجأت البعض لما يعرفونه عن حمة الهمامي من تقدير الآخرين ورصانة الخطاب وموضوعية تحليله فكانت أوصافا خارج الاطار ولا تتماشى وحساسية الفترة ولا حتى الاطار العام للاجتماع .
اتحاد الشغل حاضر بقوة
وقد كان من بين الحاضرين الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مصطفى مطاوع والعديد من أعضاء الاتحاد والوجوه النقابية الى جانب الأمناء العامين للجبهة وأعضاء التنسيقية الجهوية وجمع من المنخرطين والمهتمين بالشأن السياسي.
ونشط مداخلات هذا الاجتماع أيضا شكري بلعيد الذي قدم تقييما للوضع وانتقد بدوره الحكومة وحزب حركة النهضة، كما كانت للدكتور يوسف الصديق مداخلة قصيرة دعا فيها الى ما أسماه «استراتيجية سحب الاسلام وسحب الروحانية من الظلاميين»مضيفا بالقول «لابد أن تدرج قضية الاسلام وقراءة القرآن ولا اجتراره كاستراتيجية عميقة» ، فيما دعا نزار عمامي في مداخلته الى الوقوف ضد تركيز دولة دينية موجها الدعوة الى الحاضرين قائلا «أدعوكم جميعا يوم 14 جانفي الى الخروج الى الشارع للتظاهر وليس للاحتفال».