أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أن الضربات الجوية الفرنسية على مواقع المجموعات المسلحة الاسلامية في مالي مستمرة فيما وصلت قوات فرنسية من ساحل العاج وتشاد الى باماكو. وقال الوزير «هناك غارات باستمرار، ويجرى شن غارة في هذا الوقت (صباح أمس)، كما شنت غارات ليلا وسيكون هناك غارات غدا (اليوم الاثنين)»، مؤكدا أنه «لم يتم بالكامل وقف» تقدم المجموعات المسلحة.
وفي الأثناء وصلت قوات فرنسية من ساحل العاج وتشاد الى باماكو مساء أمس الاول، في اطار التعزيزات التي أمرت باريس بارسالها الى مالي، حيث تشن منذ الجمعة عملية عسكرية لمؤازرة القوات الحكومية ضد الاسلاميين الذين يسيطرون على شمال هذا البلد.
تعزيزات منتظرة وقال مسؤول في الجيش المالي، «لقد استقبلنا، جنودا فرنسيين أتوا من ساحل العاج وتشاد»، مشيرا الى أنه ينتظر وصول جنود فرنسيين آخرين من دون أن يحدد موعد وصولهم. ورفض المسؤول تحديد حجم التعزيزات الفرنسية التي وصلت، كما رفض توضيح طبيعة المهام التي ستتولاها أو الأماكن التي ستنتشر فيها. ومساء أمس الاول، بث التليفزيون المالي الرسمي مشاهد لوصول هؤلاء الجنود، وقد كان في انتظارهم في مطار باماكو العسكري عدد من القيادات العسكرية المالية. وأوضح أن هؤلاء الجنود الفرنسيين سينضم اليهم آخرون يأتون مباشرة من فرنسا اليوم الاثنين.
وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة «تليغراف» البريطانية، أمس، أن بريطانيا سترسل طائرات عسكرية لنقل القوات الأجنبية الى مالي، وسط أنباء عن تقدم المجموعات الجهادية في البلاد.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، ان الحكومة البريطانية أكدت أن طائرتين من طراز سى-17 سيتم تجهيزهما على وجه السرعة، وسترسل في غضون 48 ساعة، مشيرة الى أنها لن ترسل أي فرد بريطاني للمشاركة في الحرب الدائرة هناك.
وأضافت أن القرار البريطاني يأتي عقب محادثة هاتفية بين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذى تخوض قواته عملية عسكرية لدعم الجيش المالي بناءً على طلب من رئيسها لمواجهة الجماعات المسلحة التي كانت تزحف باتجاه جنوب البلاد.
مساعدات بريطانية لكن
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني قوله، ان «كاميرون بحث الوضع المتدهور لمالي مع أولاند وكيفية تقديم بلاده المساعدة، كما أعرب عن قلق حكومته ازاء التحركات الأخيرة للمتمردين، والتي فتحت الطريق أمام المجموعات الارهابية، بما يؤثر على استقرار مالي والمنطقة ككل».
وقال كاميرون، في تصريح صحفي بلندن، ان «الأحداث الجارية في مالي تبين مدى الحاجة الماسة لتكثيف التعاون الدولي من أجل مكافحة الارهاب في القارة الأفريقية». وأضافت أن هولاند أصدر أوامره بتعزيز الأمن الداخلي في أعقاب عملياته العسكرية في مالي والصومال، لتفادى تنفيذ هجمات مسلحة خطيرة عقب تدخل قواته في فض الصراع بمالي.
من جانبها، تدرس وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، حاليا، عددا من الخيارات بشأن تدعيم المسعى الفرنسي، من بينها تعزيز مسألة تبادل المعلومات الاستخباراتية واللوجستية، الا أن واشنطن لا تنظر في ارسال قوات الى مالي، وأن التدخل المفاجئ للقوات الغربية يكلل شهورا من جدال مطول حول كيفية وموعد خوض الدول الغربية مواجهة سيطرة الجماعات الاسلامية على شمال مالي.