تعقد اللجنة المركزية للحزب الجمهوري اليوم بولاية توزر اجتماعها الدوري العادي وسط أجواء أقل ما يقال عنها إنها جدّ استثنائيّة ستطرح على طاولة النقاش ثلاث ملفات اساسية أولها أمني. إذ يدور الاجتماع في منطقة الجنوب التي تعيش هذه الايام أوضاعا أمنيّة دقيقة بدءا بحجز كمية كبيرة من الاسلحة في مخزن بولاية مدنين وصولا الى تنامي التهديدات الامنية على الشريط الحدودي سواء مع ليبيا او مع الجزائر مع تزايد خطر تهريب الاسلحة بين الجماعات المتطرفة وبعد اختطاف مجموعة متطرفة لموظفين في شركة غاز ردّا على فتح المجال الجوي الجزائري للطائرات الحربية الفرنسية التي بدأت عملية عسكرية ضد المسلحين الاسلاميين شمال مالي.
هذه الاجواء التي تخيّم على منطقة الاجتماع من شأنها أن تطرح وبقوة على طاولة الجمهوريين الملف الامني في البلاد وجدّية التهديدات التي باتت تواجهها تونس بسبب تنامي خطر الجماعات المتطرفة وتهريب الاسلحة وكيفية تأمين الحدود في وجه الخارجين عن القانون.
من جهة أخرى تعقد اللجنة المركزيّة اجتماعها-الذي كان من المقرر ان يعقد يوم 5 جانفي الجاري ثمّ تمّ تأجيله بسبب الارتباك الذي أحدثته تصريحات رئيس حزب حركة نداء تونس تجاه الجمهوري ثمّ تأجيله مرة ثانية بسبب احتفالات عيد الثورة-وسط أخبار متواترة حول مدى مشاركة الجمهوري في التعديل الحكومي المنتظر.
تسريبات عديدة تقول إن حركة النهضة التي دخلت في جدل واضح مع حليفها حزب المؤتمر بسبب حقيبة الخارجيّة التي عرضت على الحزب الجمهوري لتولّي هذا المنصب السيادي كما عرضت عليه وزارة العدل إلاّ ان الجمهوري رفض ذلك رغم «سخاء العرض» على حد قول عصام الشابي الناطق الرسمي باسم الجمهوري. وقال الشابي إنّ النهضة عرضت على الجمهوري «بعض الحقائب الوزارية منها وزارة الخارجية لنجيب الشابي كما وقع التفاوض بشأن وزارة العدل وعرضت منصبا وزاريا على الأمينة العامة للحزب الجمهوري».
وأكد ان حزبه «رفض هذا العرض» وسيكون التحوير الوزاري واحدا من الملفات التي ستطرح بقوّة في اجتماع توزر. ملف آخر سيطرح بأهميّة وهو بناء التحالف الانتخابي الذي اطلقت عليه تسمية الاتحاد من أجل تونس والذي كان من المقرر ان يضم الجمهوري والمسار الاجتماعي الديمقراطي ونداء تونس الا ان تصريحات الباجي قايد السبسي اربكت الموقف وجعلت الجمهوري يصف ما أدلى به رئيس نداء تونس بالنيران الصديقة. وقد رافق غضب الجمهوري من الباجي قايد السبسي لقاء ودّي جمع أحمد نجيب الشابي بقيادات في الجبهة الشعبيّة وبالتالي ستشكّل التحالفات ملفا آخر من ابرز الملفات المطروحة على طاولة الجمهوريين.
أمّا على المستوى الداخلي تشير تسريبات الى وجود صراع أجنحة داخل الحزب فهناك تيّار يجذب تجاه نداء تونس وتيّار يجذب تجاه حركة النهضة وتيّار ثالث يجذب نحو استقلالية الحزب تجاه الحزبين ومن المنتظر ان يحسم اجتماع توزر مختلف هذه المسائل.