على غرار بقية جهات البلاد، عاشت مدينة بنزرت عقب الانجاز الباهر الذي حققه منتخبنا الوطني بترشحه على حساب المنتخب السينغالي اجواء من الفرحة العارمة غمرت كافة الشوارع والساحات عبّر من خلالها البنزرتيون بتلقائية ونخوة واعتزاز عن سعادتهم بترشح زملاء علي بومنيجل الى الدور نصف النهائي لكأس افريقيا للامم بعد مقابلة طولية خاضوها امام احد اعرق وأقوى المنتخبات الافريقية. الفرحة شملت اهالي المدينة شيبا وشبابا وشيوخا امتلأت بهم الساحات الكبرى للمدينة رافعينالاعلام الوطنية وصور سيادة الرئيس زين العابدين بن علي صانع ربيع الرياضة التونسية... هاتفين بتونس مردّدين شعارات تثمّن ما انجزه ابطالنا نسور قرطاج، وجابت مسيرات الفرحة في كنف الهدوء وفي ظروف امنية متميّزة شوارع الحبيب بورقيبة وتحديدا امام مقر نادي الصحافة ببنزرت وشارع 2 مارس. وشارع الطيب المهيري... هذه ا لفرحة غمرت كافة الشرائح العمرية، فالنسوة اطلقن العنان للزغاريد من أعلى شرفات المنازل؟ وبعضهن وزّعن الحلوى، وأخريات أبين الا أن يشاركن في اجواء الفرحة بالرقص وسط الجموع الغفيرة والذين يعدّون بالالاف. هذه الاجواء الاحتفالية المنعشة رسمت صورة صادقة على وطنية التونسي اينما كان وتعلّقه بالراية الوطنية وبالرئيس زين العابدين بن علي راعي شباب تونس وباني عزّته وتألّقه... فكنت ترى امواج الشباب يتمايلون انتشاء وفرحة مرددين الاهازيج والاغاني في أروع صورة وأجمل منظر، تمنى البنزرتيون لو كانت التلفزة حاضرة لايصال صورة تلك الاجواء على الهواء، فعدد من شباب الجهة أعادوا طرح السؤال حول غياب تلفزتنا في مثل هذه المناسبات مقتصرة في ابرازها مظاهر الفرحة على الجهات التي تتوفر بها وحدات تلفزية أليس المسافة الزمنية بين بنزرت والعاصمة على مرمى حجر؟ فما ضرّ لو ترسل التلفزة فريقا يرصد اجواء الفرحة وتعمّم بالتالي صورة اجوائها على كامل الولايات، ففي ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يعيشه العالم اليوم وامام الثورة الاتصالية التي جعلت من العالم قرية صغيرة لم يعد هناك مجال للحديث عن اقتصار بثه الصورة القادمة من الجهات التي تتركّز بها وحدات تلفزية قارة دون غيرها.