ظلت العلاقات التونسية الليبية منذ قيام الثورتين محاطة بالتوتر والصخب حينا وبالهدوء الحذر احيانا كثيرة خاصة على مستوى الحدود البرية وحتى البحرية. وقد أفرجت السلطات الليبية مساء الاثنين 14 جانفي عن 60 بحارا اصيلي جرجيس كانوا على متن ثلاثة مراكب صيد ( أربعة آخرين لاذوا بالفرار) وتم ايقاف مراكب الصيد الثلاث اثناء دخولهم المياه الاقليمية اي بالقرب من ميناء زوارة وعلى بعد 45 ميلا عن ليبيا 42 ميلا عن جرجيس.
الافراج عن مراكب الصيد يعكس مدى قوة العلاقات بين الاشقاء في البلدين وعمق الروابط التي تدعمت ابان الثورتين التونسية الليبية اذ يرى الليبيون ان لتونس ومدن الجنوب الفضل الكثير في مساعدة الليبيين على تجاوز ازمتهم واثناء تدفقهم واقامتهم بالمدن التونسية (أكثر من 300 الف مواطن ليبي دخلوا التراتب التونسي) ولازال بعضهم ممن يحسبون على النظام السابق يقيمون بيننا وقد أكد الشاذلي شلغاف صاحب مركب بحري بأنه ليست المرة الاولى التي يتم فيها حجز مركبه الا ان تعامل السلطات الامنية الاشقاء الليبيين معه كان تعاملا مرنا وحسنا ' وتمت مراعاة الجانب الانساني للبحارة التونسيين الذين اشادوا بحسن التعامل وتفهم الظروف التي يمرون بها، ويطالب بحارة جرجيس بضرورة الافراج عن المركب البحري المتحجز بميناء صفاقس منذ ما يزيد عن أربعة أشهر وحسب تأكيداتهم بأن احتجازهم من قبل السلطات الليبية كان سيأخذ منحى سلبيا وسيتم احتجازهم لحين الافراج عن المركب الليبي الا أن تدخلات تمت بين البحارة من الجانبين، ويري شمس الدين بوراسين رئيس نقابة الصيد الساحلي بجرجيس بأن على الحكومة الايفاء بالتزامتها إزاء تحسين وضع البحارة وذلك بانشاء منطقة اقتصادية مشتركة تضمن السلامة للبحارة التونسيين والليبيين خاصة ان الثورتان كشفتا عن امكانيات هائلة لتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل يرتقي الى طموحات الشعبين ويساهم في دفع التنمية .