قبل انطلاق «الكان» وعد الطرابلسي بإعادة «ملحمة 1996» عندما بلغت تونس الدور النهائي على أراضي بلد «مانديلا» بقيادة كاسبرجاك ولكن فريقنا انهار أمس أمام «الفيلة» ولم يقدم أي مؤشر على امكانية تجسيم كلام الطرابلسي على أرض الواقع. تحدث الطرابلسي عن «ملحمة» في جنوب إفريقيا وبما أن هذا الأمر يتطلب «الادهاش» فقد وقفنا فعلا على هذا المعطى في لقاء الأمس ضد الكوت ديفوار حيث دفع فريقنا ضريبة الاختيارات الغريبة للطرابلسي وغياب الروح الانتصارية للاعبين وانحنى أمم زملاء دروغبا بثلاثية كاملة أثبتت لمدرب تونس أن المهارات الفردية لبعض أبنائه لن تنقذه في كل المقابلات حيث غابت أمس اللمسة الفنية ليوسف المساكني وتكبدنا هزيمة مذلة ضد «الفيلة».
التاريخ لا يعيد نفسه
لم يفهم الطرابلسي إلى حدّ الآن أن التاريخ لا يعيد نفسه بما أنه أصر على قدرة منتخبنا على تكرار سيناريو 1996 عندما هزم فريقنا الكوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدف واحد يوم 25 جانفي 1996 بحكم أن الطرابلسي لم يكن بحوزته «مقاتلون» من طينة الواعر والبوعزيزي والغضبان والسليمي.. كما أن الكوت ديفوار في نسخته الحالية مختلف عما كان عليه في العام المذكور ويبدو أن سامي الطرابلسي عاش الماضي الجميل ونسي واقع المنتخب فأضاع كل أوراقه مما كلفنا هزيمة ثقيلة في مباراة الأمس. شتان بين تغييرات الطرابلسي واللموشي
كان دخول منتخبنا في اللقاء جيدا بالمقارنة مع المباراة الأولى ضد الجزائر حيث انطلق المهاجم فخر الدين بن يوسف في الدقيقة الرابعة من الجهة اليسرى للكوت ديفوار ومرر باتجاه صابر خليفة ولكن دفاع «الفيلة» تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة واعتقدنا أن أداء فريقنا سيكون أفضل من مباراة الجزائر خاصة وأن الطرابلسي أجرى مجموعة من التغييرات والتحويرات حيث أبقى على وليد الهيشري على بنك الاحتياطيين ووضع مكانه بلال العيفة مقابل تشريك البوسعايدي على الجهة اليمنى واقحام فخر الدين بن يوسف منذ البداية بعد أن ظهر في المباراة الماضية خلال الدقائق الأخيرة وبمرور الوقت تأكد لنا أن الطرابلسي حافظ على أسلوب العادة الذي يعتمد على لعب ورقة الدفاع.في الطرف المقابل اتعظ مدرب «الفيلة»صبري اللموشي من درس المباراة الماضية ضد الطوغو التي فاز بنتيجتها بشق الأنفس (2 1) وأقحم اللموشي المهاجم كالو منذ البداية وأبقى على النجم الأول للفريق دروغبا على بنك الاحتياط وقد كانت تحويرات اللموشي ناجحة خلال الشوط الأول على عكس تعديلات الطرابلسي التي لم تغير حال المنتخب.
سيطرة واضحة للفيلة
سرعان ما تمكنت «الفيلة» من فرض ألوانها بالطول والعرض علىالفترة الأولى من اللقاء وذلك عن طريق «كالو» و«جريفينهو» وأفضل لاعب في القارة السمراء «يايا توري» و«تراوري» وتحكم الايفواريون في الكرة وأثمر الضغط المسلط على مرمى منتخبنا الوطني هدفا في الدقيقة 21 عن طريق «جيرفينهو» بعد تبادل ممتاز للكرة في مناطق جزاء المنتخب مع تراوري وسط ذهول مدافعي ولاعبي الارتكاز.
جيرفينهو في كلّ مكان
من المؤكد أن من تابع لقاء الكوت ديفوار والطوغو يلاحظ المهارات العالية لمحترف أرسنال «جيرفينهو» لذلك كنا ننتظر أن يقدم الطرابلسي التعليمات الضرورية لضرب محاصرة لصيقة على «الفيل» الايفواري للحد من خطورته على الجهتين اليمنى واليسرى ولكن هذا الأمر لم يحصل وترك المنتخب هذا اللاعب يتلاعب بالمدافعين في الرواقين الأيمن والأيسر ويذكر أن «جيرفينهو» سجل أمس هدفه الثاني في «الكان» بما أنه هز شباك الطوغو في اللقاء الأول.
خليفة القلب النابض للمنتخب
كان مردود لاعبي المنتخب متواضعا في لقاء الأمس تماما كما حدث في مباراة الجزائر وذلك باستثناء صابر خليفة حيث قام هذا اللاعب بمجهود فردي ممتاز في الدقيقة 35 عندما توغل من الجهة اليسرى لدفاع «الفيلة» قبل أن يتدخل لاعبو المنافس لهدم المحاولة الهجومية لخليفة.
الدراجي مجددا
حاول المنتخب الوطني أن يكرر سيناريو المقابلة الودية التي خاضها ضد العراق والتسجيل من خلال بلوغ الشباك اعتمادا على الكرات الثابتة وتجسم هذا الأمر عندما تم تنفيذ مخالفة باتجاه فخر الدين بن يوسف لكن دون جدوى. واضطر الطرابلسي إلى الزج بالدراجي في التشكيلة الأساسية كما فعل في لقاء الجزائر منذ بداية الشوط الثاني في محاولة لإيجاد الحلول على مستوى الهجوم ثم أقحم الحرباوي عوضا عن البوسعايدي فتحسن مردود الفريق قياسا بالشوط الأول لكن دون أن ينجح في تعديل النتيجة رغم محاولات الدراجي والحرباوي حيث فشل هذا الثنائي في مغالطة حارس مرمى «الفيلة».
أبرز فرصة
تحصل منتخبنا الوطني على أهم فرصة في اللقاء في الدقيقة 85 عندما وجد اللاعب صابر خليفة نفسه وجها لوجه مع حارس الكوت ديفوار لكن تسديدته افتقرت إلى القوة فلم يجد الحارس صعوبة تذكر في التصدي لها.
ثلاثية كاملة
أكد منتخب «الفيلة» تفوقه على منتخبنا الوطني في الدقيقة 87 عندما سدد أفضل لاعب في افريقيا «يايا توري» بقوة من خارج مناطق جزاء المنتخب التونسي وغالط بن شريفية قبل أن يسجل زميله «كونان» الهدف الثالث في الدقيقة 90 بعد تمريرة دقيقة من «جيرفينهو».
ياري يحرج الحرباوي
من المعلوم أن حمدي الحرباوي يلعب لفائدة لوكارن البلجيكي وهو الفريق نفسه الذي ينشط فيه حارس مرمى الكوت ديفوار «بوبكر ياري» مما يعني أن هذا الأخير أحرج الحرباوي.
فرصة الأمل الأخير
تعقدت وضعية فريقنا بعد هذه الهزيمة وسيلعب خلال اللقاء الثالث أمام الطوغو كل أوراقه لاقتلاع بطاقة العبور إلى الدور الثاني.
تشكيلة المنتخب
بن شريفية العيفة عبد النور البوسعايدي (الحرباوي) شمام المولهي التراوي (الذوادي) خليفة الهمامي بن يوسف (الدراجي) المساكني