قال عبد الرّؤوف العيادي أمين عام حركة «وفاء»، إن رئاسة المجلس التأسيسي فقدت صلاحيتها وأصبحت عاجزة عن القيام بدورها وجمع التوافق حولها ويجب مراجعتها. وذلك في اجتماع شعبي نظّمته حركة وفاء فرع القيروان تحت عنوان «الديمقراطية وصراع المشاريع» وأشرف عليه العيادي بحضور أعضاء من الحركة ونواب من المجلس التأسيسي من بينهم آزاد بادي ونزار المخلوفي إلى جانب حضور إسكندر الرقيق من حزب الأمان الّذي التحق صحبة شق من حزبه الى حركة وفاء. وتمت خلال الملتقى مناقشة التحوير الوزاري وملفّات الفساد وتحصين الثورة والاستحقاق الانتخابي المقبل وجرحى الثورة. وتم التأكيد على ضرورة المراجعة الفكرية لمفهوم الثورة والقطع مع الخطاب السياسي العمومي والمسقط والقطع مع ثقافة التغريب التي يريد ان يفرضها الاستعمار الليبرالي ووكلائه في تونس.
وشهد اللقاء مناقشات فكرية بدت راقية للمنتمين الى الحركة وللضيوف رغم تكرارها لنفس الخطاب الإقصائي و«التجييش عبر الخطاب الثوري»، فإنهم اعتبروا أن خطاب حركة وفاء الذي يعتمد على ثورة القيم والثقافة، يؤسّس لأرضية سياسية جديدة تقطع مع العمل السياسي المرتبط بالانتخابات، ويحتاج إلى تطبيق عملي بعيدا عن الخطابات الفضفاضة.
وطالب العيادي بمراجعة بعض المفاهيم ومنها مفهوم «الإرهاب» ومفهوم «الجهاد». واعتبر أن الجهاد هو ثقافة إيجابية مقترحا ان يتم إدماج الجهاديين ضمن وزارة الدفاع من اجل حماية الوطن.
وتحدث آزاد بادي عن مشروع قانون تحصين الثورة الذي عرضته حركة وفاء على المجلس التأسيسي مؤكدا ضرورة سد الطريق أمام فلول النظام السابق وأعداء الثورة كما وصفهم وتحدث عن وجود مقاومة لمشروع تحصين الثورة ورفضه من قبل رئاسة المجلس التأسيسي. وفي حديثه ل«الشروق» عن تراجع عن وزارة العدل قال العيّادي، إنّ القضية ليست قضية حقيبة وزارية، وإنما قضية أداء سياسي حكومي أو في المجلس الوطني التأسيسي وهو أداء ضعيف جدا ودون المأمول حسب تقييمه. وقال انه كان من المنتظر مراجعة هذه السّياسة لكن لم يتحقق ذلك. وطالب ببرنامج إصلاحي ينطلق من هذه الفترة ويمكن ان يتواصل مع الحكومات اللاحقة. واعتبر دخوله الى وزارة العدل لا يمكن أن يكون له معنى الا عندما تصلح منظومة القضاء ويتم الشروع في الإصلاح والمسيرة الاصلاحية.
وقال ان المطلوب هو القيام بمراجعة جزئية لتشكيلة الحكومة كما اعتبر انه من الواجب مراجعة رئاسة المجلس الوطني التأسيسي نظرا الى كون أدائها كان سيئا ولم يتناول القضايا الأساسية ومنها إصلاح الإعلام والقضاء والأمن والتشغيل والتنمية. وقال ان رئاسة المجلس لم تتجاوب مع عديد المقترحات التي قدمناها. وقال ان ما يطغى على الساحة هو القيام بحملة انتخابية.
ومن جهة ثانية تحدث العيادي عن اتساع رقعة حركة وفاء بفضل طرح الحركة للقضايا الصحيحة وان المهم بالنسبة الى الحركة هو خدمة الشعب.
الحركة تكبر
اسكندر الرقيق رئيس حزب الأمان، صرح ل«الشروق» ان قسما كبيرا من حزبه التحق بحركة وفاء والاندماج في انتظار قرار بقية الأعضاء وقد اندمجت القواعد في اكثر من ولاية. وقال ان حزبه تخلى عن كل محاصصة حزبية و»زعامة» ودون قيود ولا شروط. واعتبر أن مبادئ حركة وفاء وقربها من الشعب أقنعت أعضاء من حزبه بالانضمام. وقال «نسعى إلى تصحيح المسار وخلق مشروع متوازن بين ما هو اقتصادي واجتماعي وحضاري ونشر فكر الثورة والتغيير الحضاري وخلق حراك سياسي قصد إثراء الساحة السياسية من خلال إعطاء الإضافة وتحقيق نقلة حضارية واعتماد منوال تنمية يستجيب لمبادئ الثورة ويستجيب لمطالب الشعب ويقطع مع منظومة الفساد الماضية والطريقة البائدة حسب تعبيره.
اللّقاء الفكري كان حماسيا رغم ضيق الفضاء (في قاعة شاي) ولكنه لم يخل من حملة دعائية للحزب ولبرنامجه ترجمت بالهتافات والتصفيق. وقال آزاد بادي انه سيتم عقد اجتماع تال في القيروان في الأيام القليلة المقبلة.