من المؤسف جدا ومن المؤلم أن تنتهي مباراة كرة قدم على الشاكلة التي شاهدناها بملعب الطيب المهيري بصفاقس الذي احتضن مباراة الشقيقين المغرب والجزائر عشية الأحد الماضي حيث عمد ابعض من أحباء المنتخب الجزائري الى اقتلاع وتهشيم الكراسي ورميها على الميدان دقائق قبل اعلان حكم المباراة الليبي عبد الحكيم الشلماني عن نهاية المقابلة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد شملت أعمال الشغب أضواء المرور والسبورات الاشهارية الالكترونية المنتصبة في احدى الشوارع الرئيسية القريبة من الملعب وتهشيم بلّور بعض المقاهي وواجهات بعض المحلات والدكاكين والصيدليات ومحاولة خلع احدى البنوك وتهشيم بلور بعض السيارات الرابضة، حتى الأشجار الغابية المغروسة على حافتي احدى الطرقات لم تسلم من الأذى. وهنا لا بد أن نحيي رجال الأمن الذين قاموا بالواجب وزيادة واستطاعوا بفضل تدخلاتهم في الوقت المناسب من الحد من خطورة الموقف وسعيهم الدائم للمحافظة على سلامة المواطنيين التونسيين وتوفيق التيار بسرعة وقد تواصلت تدخلاتهم حتى صبيحة أمس ولم يهدأ لهم بال الا بعد إعادة الأمور الى نصابها. جمهور غفير خارج الملعب تدفق جمهور غفير على ملعب الطيب المهيري بصفاقس منذ الصباح الباكر وقد غصت الساحات والطرقات والأنهج القريبة من الملعب بسيارات الأخوة الجزائريين وتجمع أحباء المنتخب الجزائري بإحدى الساحات القريبة من الملعب أين تشتعل السوق السوداء لبيع التذاكر حيث وصل ثمن التذكرة الى 200 دينار (تذاكر من فئة خمس دنانير) وقد فتحت أبواب الملعب في حدود الساعة 11 و30 دق وذلك في محاولة لتسهيل عملية الدخول وبالرغم من الطوابير فإن التنظيم كان محكما وإن عملية الدخول الى الملعب لم تستغرق طويلا حيث تم تخصيص 11 مدرجا للأشقاء الجزائريين مقابل مدرج واحد لفائدة الأخوة المغاربة وبحلول الساعة 13 و30 دقيقة لم يعد مكان شاغر بالملعب عندها تم غلق الأبواب وبقي عدد كبير من أحباء المنتخب الجزائري خارج الملعب إذ تحوّل بعضهم لمتابعة اللقاء عبر الشاشة العملاقة التي كان انتصابها قرب نزل سيفاكس وبقي البعض الآخر خارج الملعب. وهكذا ومرة أخرى تكون طاقة استيعاب ملعب المهيري عائقا أمام احتضان الجماهير الغفيرة في المناسبات الكبرى باعتبار أن طاقة استيعاب هذا الملعب لا تتعدى 13 ألف مقعد. فالمطلوب ممن يهمهم الأمر أن يفكروا من الآن في بناء مركب جديد في مدينة صفاقس يحتوي على ملعب في حجم هذه المدنية الكبيرة (ثاني مدن الجمهورية). أغان تونسية وجزائرية ومغربية المكلف بتنشيط الملعب عبر مضخمات الصوت الزميل المهدي قاسم كان صائبا في اختياراته للأغاني التنشيطية التي تهدئ الأعصاب. فاختار من الأغاني التونسية أغنية سيدي منصور لصابر الرباعي التي تفاعلت كل الجماهير الحاضرة ورددتها في أكثر من مناسبة كما تفاعل الجمهور الجزائري مع الأغاني الجزائرية التي تم بثها ونفس الشيء بالنسبة لجمهور المغرب الذي تفاعل هو الآخر مع الأغاني المغربية. الحذر الشديد من الجانبين نعود للمباراة لنشير أن بدايتها كانت بطيئة جدا بسبب الحذر المفرط للجانبين حيث اعتمد الفريقان نفس طريقة اللعب وهي 2-5-3 لتصبح 1-6-3 بالنسبة للمنتخب الجزائري كلما تكون الكرة في حوزة المنافس مع الضغط على حامل الكرة واستعمال دفاع الخط للحد من خطورة هجوم المنتخب المغربي. المنتخب المغربي ظهر بوجه محتشم في الشوط الأول بسبب الافراط في الحذر بالرغم أنه يملك طاقات كبيرة ولاعبين يمتازون بالفرديات باستطاعتهم خرق دفاع المنتخب الجزائري ولم يتحرر الفريق من الضغوطات المسلطة عليه الا بعد دخول اليعقوبي في الدقيقة ويوسف الحاجي في الدقيقة 102. كادت أن تكون الضربة القاضية المنتخب المغربي دخل الشوط الثاني بقوة وغير في نمط لعبه بينما حافظ المنتخب الجزائري على أسلوبه وهو الدفاع المكثف والهجومات المعاكسة مما فسح المجال للمغرب للمسك بزمام الأمور وخلق العديد من الفرص السانحة للتسجيل لكن التجسيم كان مفقودا حيث نجح المنتخب الجزائري في احباط كل المحاولات الهجومية بل كان السباق في التهديف حيث بادر أبناء رابح سعدان من افتتاح النتيجة في الدقيقة 80 اثر هجوم معاكس يتوجه عبد المالك شراد بالهدف الافتتاحي وكاد نفس اللاعب في الدقيقة 89 يضيف الهدف الثاني لتكون الضربة القاضية بالنسبة للمنتخب المغربي غير أن الحارس انقض على الكرة في آخر لحظة وأخرجها بأعجوبة في الركنية لينتهي اللقاء في وقته الرسمي لصالح الجزائر 0/1 لكن في اللحظات الأخيرة من الوقت البديل يتمكن الشماخ من تعديل النتيجة (1/1). حجي الورقة الربحة إذن انتهت المباراة بالتعادل الايجابي (1/1) فتم الالتجاء الى الحصتين الاضافيتين وقد سجلنا انهيارا بدنيا كبيرا للمنتخب الجزائري الذي عاد بكل ثقله للدفاع والاعتماد على الهجومات المعاكسة ولم يجد المدرب المغربي زاكي بادو من حل سوى ادخال اللاعب يوسف حجي مكان طلال القرقوري لحل رموز دفاع الجزائر وقد كان بادو صائبا بعد أن تمكن هذا اللاعب بعد دخوله ب10 دقائق من اضافة الهدف الثاني لصالح فريقه (دق 112) وهو ماتسبب في انهيار كلي لدفاع المنتخب الجزائري الذي تقدم للهجوم في محاولة للتعديل مما فسح المجال للاعب جواد الزائري من اضافة الهدف الثالث في الدقيقة 120 بعد مجهود فردي وهجوم معاكس يراوغ الحارس ويسجل الهدف الثالث وينتهي اللقاء بانتصار المنتخب المغربي بنتيجة (1/3). دقائق ساخنة دق 4 : يسجل جواد الزايري هدفا ألغاه الحكم باعتباره كان مسبوقا بمخالفة لفائدة الجزائر. دق 10 : يعلن الحكم عن مخالفة تبعد حوالي 20 مترا عن مرمى الحارس المغربي ينفذها نصر الدين كراوش فوق المرمى. دق 21 : هجوم منسق للمنتخب المغربي وتصويبة الزايري تمر بجانب المرمى دق 26 : يوسف المختاري من المغرب يصوب بقوة وكرته جانبية دق 36 : مخالفة لفائدة المغرب تبعد حوالي 20 مترا عن مرمى الحارس الجزائري ينفذها الروري فوق المرمى. دق 37 : هجوم معاكس للجزائر والتصويبة القوية لمنصور يازيد يتصدى لها الحارس. دق 44 : هجوم منسق للجزائر وتصويبة قوية لكراوس من بعد 26 مترا تمر فوق المرمى دق 47 : مخالفة لصالح الجزائر ينفذها بالمادي والتصويبة الرأسية لعنتر يحيى تمر بجانب الاخشاب. دق 49 : كرة مرتدة من الدفاع الجزائري كاد يستغلها شماخ لولا تدخل الحارس الجزائري في الوقت المناسب. دق 52 : سافري من المغرب يصوب بقوة والحارس في الموعد. دق 60 : فرصة ذهبية لفائدة المغرب لم يستغلها شماخ قبل اعلان الحكم عن مخالفة لفائدة حارس الجزائر دق 69 : هدف محقق يضيع من أقدام الزايري من المغرب الذي يتفرد بالحارس ويصوب خارج المرمى دق 79 خروج غير موفق للحارس الجزائري كاد أن يكلف الجزائر هدفا بعد التصويبة الرأسية للزايري التي يبعدها في آخر لحظة عنتر يحيى في الركنية. دق 80 : هجوم معاكس يقودة عبد المالك شراد الذي تمكن من تسجيل الهدف الأول للمباراة. دق 81 : تصويبة قوية لشماخ تنهال على القائم الأيمن لحارس الجزائر. دق 82 : هجوم معاكس يقوده نسيم عكرور من الجزائر والحارس المغربي في الموعد. دق 89 : هجوم معاكس آخر يقوده عبد الملك شراد مستغلا هفوة دفاعية فيصوب بقوة لكن الحارس بأعجوبة يخرج الكرة في الركنية. دق 90 : مروان شامخ يعدل النتيجة لفائدة المنتخب المغربي. دق 99 : هجوم يقوده الزياني من الجزائر يمرور الكرة الى عنتر الذي يصوب بقوة على الشباك الجانبية. دق 101 : المنصوري من الجزائر يصوب بقوة والحارس المغربي يتألق. دق 112 : مجهود فردي يقوم به الحاجي اثر هجوم معاكس ويتمكن من تسجيل الهدف الثاني لفائدة المغرب. دق 117 : كاد الزايري يضيف الهدف الثالث بعد أن تجاوزت كرته الحارس لكن الدفاع يتدخل في الوقت المناسب ويبعد الكرة. دق 120 : هجوم معاكس يقوده الزايري من المغرب يراوغ الحارس ويتمكن من اضافة الهدف الثالث لفائدة المغرب. قالوا عن اللقاء وليد الرقراقي (المتحصل على جائزة أفضل لاعب) تحصل لاعب المغرب وليد الرقراقي على جائزة أحسن لاعب في المباراة من خلال استفتاء قامت به شركة «نوكيا» وقد عبر هذا اللاعب عن سعادته لحصوله على هذا اللقب وحول نتيجة المباراة أكد الرقراقي على أن المنتخب المغربي كان الأفضل ويستحق الترشح عن جدارة وتمنى أن يواصل فريقه على نفس النمط خلال مباراة نصف النهائي أمام المنتخب المالي الذي يعرفه جيدا وعبر ارقراقي عن اعجابه بالجمهور الجزائري الذي تحول بأعداد غفيرة الى صفاقس وقد خيل له أنه يعلب في الجزائر وقد شكر في الآن نفسه اللاعبين الجزائريين عن روحهم الرياضية العالية داخل لميدان وخارجه. زاكي بادو (مدرب المنتخب المغربي) كنت متخوفا من المباراة ولم أجازف وكان المنتخب الجزائري أفضل منا في الشوط الأول وقد قمت ببعض التغيرات الاضطرارية بعد اصابة القرقوري الذي عوضته بالحاجي فوفقنا الله وسجلنا هدفي التفوق في الحصتين الاضافيتين وأخذنا بزمام الأمور انطلاقا من الشوط الثاني وبالرغم أننا سنلعب بنفس العزيمة غدا أمام المنتخب المالي فإني منكب حاليا لدرس الأمور في محاولة لايجاد الطريقة المثلى للاطاحة بهذا المنتخب والترشح للدور النهائي صحبة تونس إن شاء الله. التحليل الفني للمباراة المحلل الفني يوسف البعتي (المدير الفني للنادي الصفاقسي) لعب الفريقان بنفس الخطة التكتيكية 3 5 2 في الهجوم ولما تكون الكرة في حوزة المنافس 3 6 1 وقد بالغ الفريقان في الحذر. المنتخب الجزائري لم يظهر بوجه البطل وهذا عائد لعدة أسباب منها التحضيرات وغيرها وقد بان أنه فريق متوسط الامكانيات أما المنتخب المغربي فقد لعب هو الآخر الحذر المبالغ فيه بالرغم من امكاناته العريضة هذا الحذر كاد أن يكلّفه الاقصاء. التغييرات التي قام بها مدرب المغرب بادو زاكي أعطت أكلها خاصة بعد دخول اليعقوبي مكان القيسي ثم دخول الحاجي مكان القرقوري هذان التغييران أعطيا الاضافة للفريق وقد فاز بهذه المباراة الفريق الأكثر استعدادا بدنيا وفنيا بالرغم أن المنتخب الجزائري قدم مقابلة بطولية تماشيا والامكانيات البشرية المتوفرة لديه.