احتضنت مؤخرا دار الشباب بوذرف الجلسة الأولى لرؤساء غرف إقليم الجنوب نظمتها الغرفة الفتية العالمية بوذرف بالتعاون مع جمعية المقاولين بوذرف للتنمية بحضور 12 رئيس غرفة محلية. وقد انطلقت أشغال هذه الجلسة بقراءة الميثاق الغرفوي تلتها عملية التثبت من النصاب القانوني بعد المناداة حيث تم تسجيل حضور 12 غرفة محلية من بين 13 غرفة معنية تنتمي لولايات تطاوين، مدنين، قابس وصفاقس، وتعد غرفة المدرسة الوطنية للمهندسين بقابس المتربصة أول غرفة يتم تركيزها في إحدى المؤسسات الجامعية بالجنوب الشرقي.
وعلى إثر المصادقة بالإجماع على جدول الأعمال إفتتح فعاليات هذه الجلسة السيد ماهر السعدي نائب الرئيس التنفيذي لإقليم الجنوب بكلمة أشاد فيها بدور غرفة وذرف في تأمين ظروف حسن الإستقبال والتنظيم كما هنأ كافة رؤساء الغرف وأعضاء المكتب التنفيذي لإقليم الجنوب بتحملهم هذه المناصب مؤكدا على أهمية دورهم في مزيد إشعاع هذه المنظمة على محيطها المحلي والجهوي والوطني والعالمي من خلال العمل على ضرورة التنسيق بين الغرف وتوفير الإنسجام التام بين جميع الأعضاء مما يساعد على حلق أجواء مشجعة لإعداد أنشطة جادة وواعدة ضمانا لنجاح السنة الغرفوية الجديدة رغم ما تعيشه أغلب هذه الغرف المحلية من ضائقة مالية نظرا لغياب الدعم المادي كما طالب أيضا بعض الغرف بالإسراع في تنظيم جلساتها العامة منها الإنتخابية والمداولة والبرمجة وتسديد ما تخلد بذمتها من معاليم الإشتراكات.
ومن جانبه أشار السيد محمد داود نائب الرئيس الوطني مكلف بالتكوين إلى أن أكاديمية القياديين ونواب الرؤساء التنفيذيين يتم تنظيمها مرتين في السنة وهو ما يمكن المعنيين من الإستفادة من مواكبة دروس تكوينية ذات قيمة عالية مما يؤهلهم بأن يكونوا مكونين عالميين جديرين بحسن أداء دورهم في إعداد الغرفويين بكل جدية ومقدرة بيداغوجية من خلال التركيز على تقنيات تسيير المكتب التنفيذي وتخطيط المشاريع ومبادئ الغرفة وغيرها من المحاور المتعلقة بالمجالات الغرفوية.
أما السيد نبيل عبدالكبير عضو لجنة التخطيط الإستراتيجي بالمكتب الوطني للغرفة الفتية التونسية ذكر أن النهوض بالعمل الغرفوي رهين مدى مواظبة الأعضاء على الإستفادة من الدورات والملتقيات التكوينية ودعا كل غرفة إلى ضرورة تفعيل دور لجنتها المحلية كما اقترح على الحاضرين بعث لجنة إقليمية للتخطيط الإستراتيجي بغية السعي إلى معالجة وضعية التكوين الحالية والبحث عن أليات تطوير طرق التكوين إلى جانب التفكير في إيجاد مصادر تمويل قارة وكيفية تنمية الموارد البشرية للغرفة بإنتداب أعضاء جدد مؤكدا على أهمية دور رئيس الغرفة في تفعيل أعضاء المكتب التنفيذي.
وقد خصص جانب هام من أشغال هذه الجلسة لدراسة مشاغل الغرف المحلية المشاركة والنظر في مختلف السبل الكفيلة بتطوير نشاطها فحول تنقيح بعض فصول النظام الداخلي للغرفة والتي يعتبرونها تجاوزا في حق غرفويي الإقليم أكد الحاضرون على أهمية الإسراع بالقيام بتشخيص بعض البنود وإيجاد تصورات لصيغ قانونية تتماشى مع واقع وخصوصيات غرف إقليم الجنوب وهو ما يتطلب من الغرفويين المبادرة بتقديم المقترحات منها ما يتعلق بفترة تسديد اشتراكات الغرفة والإجراءات الجزائية المترتبة عند غياب الغرفة عن حضور الجلسة الوطنية الأولى. وأثار عديد المشاركين ما تعيشه الغرف من قلة الدعم المالي مما يعيقها على تنظيم التظاهرات وإجبار بعضها على حلها نهائيا وأعاب بعضهم غياب الرئيس الوطني للغرفة الفتية التونسية عن هذه الجلسة.
كما استعرض رؤساء الغرف المحلية أبرز أنشطة الإقليم القادمة حيث ستحتضن غرفة ساقية الدائر الجلسطة الوطنية الأولى للرؤساء فيما تنظم غرفة جربة أكاديمية نواب الرؤساء التنفيذيين وأعضاء الغرف بالإضافة إلى سهرة فلكية تشرف عليها غرفة الشبان وتستضيف غرفة الحامة الجلسة الربيعية لإقليم غرف الجنوب فيما برمجت غرفة جرجيس ندوة حول تنمية السياحة.
ومن بين التوصيات المسجلة في ختام هذه الجلسة دعوة الرؤساء إلى إعادة إحياء غرف كل من قابس والمطوية وبنقردان ومدنين وشنني النحال والمحرس نظرا لتواضع تأثير غرف الإقليم في الإنتخابات الوطنية وحث الغرف على تقديم ملفات الجوائز للجلسات الوطنية للرؤساء وتمثيل الإقليم بأكثر كثافة من الأعضاء وتوحيد المواقف في مختلف الملتقيات والتظاهرات الغرفوية الوطنية والبحث عن مصادر تمويل على غرار المنظمات والهياكل الأممية الدولية والعمل على تفعيل المحور الوطني للغرفة التونسية حول التشغيل والتنمية ومزيد العناية بالتكوين والإسراع بإتمام بعض الغرف لعقد جلساتها العامة وتركيز غرف الشبان. ولمواصلة إشعاع الغرف على محيطها أكد المشاركون على مزيد نشر قيم المنظمة وتنظيم تظاهرات ذات مضامين متعددة ومتنوعة بغية المحافظ على ريادتها في النسيج الجمعياتي ببلادنا وضبط قائمة اسمية في الأعضاء الشيوخ والإهتمام بأرشيف الغرف.
هذا وتابع المشاركون قبل انطلاق فعاليات هذه الجلسة درسا تكوينيا حول التواصل بين الأفراد نشطه المكون العالمي عادل حجام من غرفة مارث مما مكنهم من التعرف على تقنيات وآليات الواجب توفرها بين الباث والمتلقي عند التواصل بين الأشخاص لأهداف معينة مما يساعد القيادي أيضا على تحقيق وجوده وتفعيل دوره بين المجموعة خاصة ونحن نعيش عصر المعلومة وسرعة تبادلها عبر عديد الطرق الحديثة.
لقد شكلت هذه الجلسة مناسبة لرؤساء الغرف المحلية بالجنوب التونسي مناسبة لتبادل التجارب يكون تفاعليا إلى جانب السعي إلى تطوير مناهج العمل بين المشاركين من أجل كسب الرهان الموكول على عاتق كل غرفوي ينشد النهوض والإزدهار لبلاده.