قتل شخصان وأصيب آخرون بينهم امرأة جراء تفجير انتحاري استهدف، أمس الجمعة، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة بالرغم من تشديد الاجراءات الأمنية حول نحو 300 بعثة أمريكية عبر العالم. وأدى الانفجار إلى مقتل موظف في السفارة الأمريكية، إضافة إلى الانتحاري الذي نفذ الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها «تعمل مع المسؤولين الأتراك للتحقيق في التفجير» الذي وقع في مكان عائد للسفارة ويقع خارج نطاق تدخل السلطات التركية. وتفقد وزير الداخلية التركي معمر غولر مكان الانفجار، كاشفا أن الموظف الأمني التركي العامل في السفارة، والذي قتل في الانفجار، يبلغ من العمر 53 عاما، واسمه «مصطفى آكار صو».
وأوضح «غولر»، أن العمل جار من أجل الكشف عن هوية الفاعل، فيما أشار إلى أن الجريحة تدعى «ديدم تونجاي»، وتبلغ من العمر 39 عاما. وتعمل القوى الأمنية على متابعة الكشف عن خيوط الفاعلين، وبهذا الغرض قامت بمراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في المتاجر المجاورة للسفارة، والمتواجدة على الشارع الذي تقع فيه
هذا وأكد والي انقرة، علاء الدين يوكسل، في تصريحات للصحفيين، أن القتيلين هما، موظف أمني تركي في السفارة، إضافة إلى منفذ الهجوم، وأن الانفجار نجم عن انفجار قنبلة كان يحملها منفذ الهجوم، في مدخل مبنى السفارة الأمريكية، فيما جرحت مواطنة تركية كانت تقوم بإجراء معاملة في السفارة. وأضاف «يوكسل»، في تصريحات برفقة السفير الأمريكي «فرانشيز ريكاردوني»، أن الأعمال جارية على تحديد الخسائر، ورفع الأنقاض من مكان التفجير، نافيا أن تكون الخسائر نهائية.
ولم يقدم «يوكسل» معلومات عن ما إذا كان منفذ الهجوم قد تمكن من الدخول للمبنى بهدف الحصول على تأشيرة، لافتا إلى أن الانفجار وقع في مكان عائد للسفارة. من ناحيته أعرب السفير الأمريكي «ريكاردوني» عن أسفه للهجوم، متمنيا أن يتماثل المصابون للشفاء بأسرع وقت، وشاكرا الاجراءات الأمنية السريعة التي اتخذت لاحتواء الانفجار.
وشدد «ريكاردوني» على أن الولاياتالمتحدة وتركيا، تعملان دائما في مكافحة الإرهاب، وستستمران بذلك، وهذا الانفجار يظهر بوضوح معاناة البلدين من الإرهاب. من ناحيته قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن الهجوم يستهدف أمن واستقرار الشعب التركي، مؤكدا أن الإرهاب يستهدف منع ازدياد النمو التركي، وتطوره.
وأضاف أردوغان، في كلمة له في إسطنبول، أن الإرهاب لم يحقق مراده في استهداف السفارة الأمريكية، داعيا قواته الأمنية البقاء متيقظين، ضد محاولات الإرهابيين في النيل من استقرار تركيا، ومشيرا إلى أن الحكومة ستعمل على وضع الرأي العام، أمام أي تفاصيل جديدة تردها.
يذكر أن الشارع الذي تقع فيه سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يعتبر من المناطق الحساسة في العاصمة التركية، وتنتشر فيه الأبنية الرسمية وعدد من سفارات الدول الغربية.
من جانبها حثت القنصلية العامة لبريطانيا في اسطنبول الشركات البريطانية على توخي اليقظة. وقالت البعثة البريطانية في بيان «وقع هجوم يشتبه أنه إرهابي على السفارة الأمريكية في أنقرة. نتيجة لطبيعة هذا الحادث ننصحكم بتوخي قدر فائق من اليقطة واتخاذ الإجراءات الأمنية الملائمة لحماية موظفيكم وأصولكم».
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية وليتها هيلاري كلينتون أكدت أن الوزارة قامت حتى الآن بتنفيذ 85% من توصيات لجنة مراجعة حادث الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر الماضي وذلك لتأمين حوالي 270 بعثة دبلوماسية حول العالم، وأن الوزارة مستمرة في تنفيذ الجزء الباقي بكل قوة. وجاء ذلك في شهادة كلينتون خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي حول حادث سفارة بلادها في بنغازي بليبيا والذي أودى بحياة 4 أمريكيين من بينهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.