جدت ليلة امس حادثة خطيرة هزت مشاعر متساكني دشرة اولاد بوغانم من معتمدية فوسانة من ولاية القصرين تمثلت في اقدام مجهولين على حرق مقام الولي الصالح «سيدي بوغانم». النيران أتت على كل محتويات الزاوية من اثاث ومصاحف ومفروشات غالية الثمن من بينها بعض المصاحف التي يفتخر اهل القرية بكونها من اقدم المصاحف في الولاية برمتها. ويروي بعض من سألتهم الشروق من اهالي قرية اولاد بوغانم ان عملية الحرق تمت ليلا خاصة وان المقام المستهدف يقع في منطقة جبلية بعيدة نوعا ما عن العمران متوسطا اربع زوايا اخرى صغيرة. وبسؤالنا عن حقيقة الحادثة اجابنا السيد لمين دشراوي حارس مدرسة متقاعد بان حافظ مقام الولي الصالح قد فوجئ منذ الصباح الباكر بالمقام وقد اكلته النيران بعد ان تم خلعه ليلا واكتشف حجم الدمار الذي حل به وبمحتوياته اذ لم تسلم الجدران والسقف من الاضرار اضافة الى الخسائر الكبرى في المصاحف والاثاث الذي بلغت ما يقارب 11000 دينار فضلا عن ان الخسائر في المصاحف ذات القيمة التاريخية لا يمكن تقييمها ماديا لأهميتها الروحية والثقافية. وعن سؤالنا عمن يكون خلف العملية اجابنا السيد عمار عيدودي رئيس النيابة الخصوصية بفوسانة بانه في حادثة الحال من الصعب جدا توجيه اتهامات الى التيار السلفي بل ويشدد على استبعاده من دائرة الشك لعدة اسباب اهمها انه لو كان التيار السلفي هو المسؤول عن العملية لقام بحرق الزوايا الثلاث المحاذية لمقام سيدي بوغانم خاصة وان المنطقة خالية من السكان والزوايا بدون حراسة ليلية. واشار السيد عمار العيدودي انه قد جدت حادثة مشابهة منذ شهر تقريبا تمثلت في حرق قاعة الاعلامية بالمدرسة الابتدائية بقرية اولاد بوغانم مما يدل – حسب محدثنا- على ان هناك اطرافا اخرى غير السلفيين قد تكون متورطة في العملية لها مصلحة في اشعال فتيل الفتنة في المنطقة مستغلة جو الاحتقان الذي تشهده بعض الجهات نتيجة سلسلة عمليات الحرق التي استهدفت مقامات الاولياء الصالحين والتي وجهت كل الشكوك الى الجهات السلفية.
السيد العيدودي عبر عن أسفه واستيائه وتضامنه مع الاهالي بعد عملية الاعتداء التي يرى فيها نوعا من الاستفزاز للمشاعر الروحية للاهالي واعتبر بان مسالة اضرحة الاولياء الصالحين ليست بالضرورة مسالة دينية بقدر ما هي مسالة ثقافية تشكل في جزء كبير منها النسيج الاجتماعي وجزء من الوعي الروحي الذي يوحد الاهالي لمواجهة الازمات كما حدث خلال فترة الاستعمار الفرنسي .
وقد قامت فرق الحرس الوطني بالمعاينات اللازمة لمعرفة الجناة في انتظار ما سيكشف عنه التحقيق.