بعد أن ودعت عدة منتخبات عربية وإفريقية بصفة مبكرة العرس القاري انحصر اللعب علي اللقب بين أربعة منتخبات من غرب القارة السمراء وهي غانا وبوركينا فاسو ومالي ونيجيريا. ولعل الطريف في الأمر أن هذه الفرق لا تشترك في نجاحها سابقا في بلوغ المربع الذهبي فحسب وإنما نلاحظ أيضا أن بلدانها تنتمي الي ما يعرف ب«المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا» (منطقة تهتم بتطوير الاقتصاد في منطقة الغرب الافريقي)وكلها مؤشرات تجعلنا ننتظر الكثير من الحماس والتشويق عندما تجد هذه المنتخبات المتجاورة نفسها وجها لوجه في إطار الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم.
من سيحلق أكثر نسور مالي أم نسور نيجيريا ؟
سيكون ملعب «موزاس» الذي يتسع لأكثر من 62 ألف متفرج مسرحا لمقابلة من العيار الثقيل بين مالي ونيجيريا ومن الصعب جدا التكهن، بنتيجة هذا اللقاء خاصة في ظل تقارب المستوى الفني بين المنتخبين،
من جهته أثبت منتخب مالي أنه يستحق عن جدارة لقب «قاهر البلدان المنظمة» بما أن هذا الفريق أطاح بتونس في 1994 وأقصى العام الماضي الغابون على أرضه وأمام جماهيره قبل أن يترشح في النسخة الحالية الي المربع الذهبي علي حساب المنتخب المنظم جنوب إفريقيا. وقد بلغ زملاء الرائع «سايدو كايتا» هذا الدور المتقدم للمرة الثانية على التوالي ويأمل هذا الفريق في الوصول الي الدور النهائي للمرة الثانية في تاريخه بما أنه حقق هذا الانجاز في دور ة 1972 ويعوّل المنتخب المالي في مباراة اليوم أمام نيجيريا على مهارات لاعبيه المحترفين في أوروبا لتجاوز عقبة «نسور» نيجيريا وفي مقدمتهم شيخ دياباتي (بوردو) وساماسا (كييفو فيرونا) ومحمد سيسكو (باريس سان جرمان) وطبعا القائد سايدو كايتا المحترف في صفوف «داليان» الصيني.
مالي على خطى العراق ؟
خلال عام 2007 نجح منتخب الرافدين في التتويج بكأس آسيا رغم الوضع الأمني المتدهور في العراق وهو ما قد يتكرر مع زملاء سايدو كايتا في «كان» جنوب إفريقيا حيث أكد لاعبو مالي أنهم عاقدو العزم على اعتلاء منصّة التتويج لإسعاد الشعب المالي الذي يعيش انفلاتا أمنيا خطيرا وهو ا قد يحفز هذا المنتخب أكثر للاطاحة بنيجيريا والمرور الى النهائي.
استعادة الكبرياء
نجح المدرب النيجيري «ستيفن كيشي» الي حدّ الآن في استعادة بطل إفريقيا عامي 1980 و1994 لهيبته المفقودة بعد أن بلغ المنتخب النيجيري نصف النهائي علي حساب «الفيلة» ورغم أن «كيشي» لا يملك لاعبين في حجم «كانو» و«أوكوشا» و«راشيدي ياكيني» فإنه قد يتمكن من إزاحة مالي والعبور الى النهائي في ظلّ تألق المهاجم القوي «أمنيكي» (سجل 3 أهداف) وزميله «سانداي مبا» ولا ننسى صاحب الخبرة الكبيرة المحترف في تشلسي الانقليزي «أوبي ميكال» فهل يفعلها «البيق بوس» (مدرب نيجيريا) ويتجاوز عقبة مالي كما فعل في اللقاء السابق ضد زملاء دروغبا؟
هل تتواصل مفاجآت بوركينا ؟
اللقاء الثاني في إطار الدور نصف النهائي سيدور علي أرضية ملعب «مبومبيلا» (43 ألف متفرج) وسيجمع بين غانا وبوركينا فاسو ويسعى منتخب «النجوم السوداء» الى ترويض «خيول بوركينا والمرور الى الدور النهائي لعله يتمكن من الحصول على اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه ويعوّل الغانيون على المواهب التي يعج بها الفريق على غرار بادو (أودينيزي الايطالي) ومحترف جوفنتس كوادو أسامواه ولاعب اسبانيول واكاسو ومهاجم بورتو «كريستيان آتسو»...
أما منافسه وهو المنتخب البوركيني فيطمح الى بلوغ النهائي للمرة الاولى في تاريخه بما أن أفضل نتيجة حققها هذا المنتخب تتمثل في حصوله على المركز الرابع عام 1998 وسيحاول هذا الفريق الذي يشكل مفاجأة هذه الدورة الاستفادة من صلابة خطه الخلفي وتألق بعض عناصره مثل مهاجم ران «جونتان بيتروايا» وكذلك زميل الثنائي التونسي صابر خليفة وايهاب المباركي في «ايفيان» الفرنسي وهو «دجاكاريدجا كوني».. لمغالطة دفاع غانا الذي واجه عدة متاعب في الدور ربع النهائي أمام الرأس الاخضر.
