اعتبر البعض اغتيال شكري بلعيد اغتيالا لصوت الدفاع عن الفقراء ومشاكل التنمية والتشغيل...وجاء فيما بعد قرار الجبالي بتشكيل حكومة كفاءات...فما الذي سيربحه التونسي من هذه الخطوة وماهو تأثير الاغتيال على الاقتصاد الوطني؟ وصف الدكتور فتحي النوري الدكتور في الاقتصاد اغتيال شكري بلعيد، والذي تم تداوله في كل وكالات الأنباء العالمية بأنه ضربة قاسية على الاقتصاد التونسي وأضاف بأنه سيؤثر مباشرة على معنويات كل المتدخلين في الدورة الاقتصادية بما في ذلك المستهلك والمستثمر والممول للإقتصاد والشريك. وقال إنه من المعروف أنه عندما تنهار المعنويات فإن ما يتأثر مباشرة هي روح المبادرة ...وروح المبادرة هي بنزين الاقتصاد.
ويقوم المستهلك في هذه الفترات بمراجعة البرامج الاستهلاكية...كما يتردد المستثمر في خطواته...ويكون الممول للاقتصاد أكثر حذرا وأكثر صعوبة في التعامل مع القطاع الحقيقي.
رصاصة في القلب
اعتبر الدكتور فتحي النوري أن الرصاصة التي ضربت بصفة مباشرة شكري بلعيد هي رصاصة في قلب الاقتصاد الوطني. وأضاف بأن ما وقع سيؤثر على الطلب الداخلي وعلى الناتج الإجمالي الداخلي...وأنه تم بذلك ضرب أكبر محرك من محركات التنمية من خلال انهيار معنويات المستهلك والطلب الداخلي أما على المستوى الخارجي فيتأثر الاستثمار والسياحة خاصة بدخول تونس في مرحلة من العنف ودوامة من عدم الاستقرار فتحول تونس إلى حديث العالم بأسره يؤثر في النمو السياحي. وأكد محدثنا قائلا : «الرصاص الذي اخترق الشهيد شكري بلعيد اخترق الاقتصاد التونسي»
حكومة وإنقاذ
حول ان كانت الخطوات التي اتخذها السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة بتكوين حكومة كفاءات ستكون كفيلة بانقاذ الاقتصاد والتنمية...قال السيد فتحي النوري الدكتور في الاقتصاد «ما معنى كفاءة وطنية...ومن يمكن أن يحدد مفهوم الكفاءة الوطنية...فإن كان كل من يحمل شهادة علمية هو كفاءة وطنية فلدينا جحافل من الكفاءات واعتبر أنه لا يمكن القيام باختيار بريء للكفاءات وقال ان تونس تحتاج الى سياسيين وطنيين قادرين على تحمل المسؤولية وليس إلى تكنوقراط بالمفهوم العلمي للكلمة...فالتكنوقراط لم ينجح في حسب رأيه في تجربة الباجي السبسي وحاليا مع حمادي الجبالي بسبب عدم تجاوب الإدارة معهم.
واقترح السيد فتحي النوري أن يتبع حمادي الجبالي التجربة المصرية التي قامت باعتماد اختيار وزراء تكنوقراط حسب الكفاءة وبعد أن طلب رئيس الحكومة أن يتقدم كل من يجد في نفسه الكفاءة لبرامجه وقام بالغربلة واللقاءات معهم.
واعتبر ان اختيار التكنوقراط لا يجب أن يكون على أساس «المعارف» والمقربين بل الكفاءة وأنه لا يجب الوقوع في الأخطاء السابقة فنحن في حاجة لتكنوقراط قادر على التخطيط «لا لرجال مطافىء» مهمتهم اطفاء نيران التونسيين في هذه الفترة.
اضراب عام
بعد الاعلان عن حالة الاضراب العام المزمع القيام بها اليوم قال السيد فتحي النوري ان الاضراب العام لن يكون له تأثير اضافي فحالة الأزمة الاقتصادية هي موجودة والاضراب العام سيكون جزءا من حالة متأزمة أصلا.
وأضاف بأن ما يختلف عن اعلان الاضراب العام السابق هو وجود حالة وفاق وطني لا اعلان اضراب عام على خلفية تشنج بين الاتحاد والحكومة. واعتبر أن البلاد والتونسيين في حالة أزمة وصدمة وأنه من المهم القيام بمثل هذه الوقفة. وأنه من الممكن التغلب على الصدمة بحلول عاجلة لكن الأزمة تتطلب تخطيطا لإيجاد الحلول.