عاشت أمس مدينة سيدي بوزيد إضرابا عاما استجابة للبلاغ الصادر عن الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل اضراب عام هو الثاني في تاريخ تونس بعد اضراب جانفي 1978 «الشروق» التقت السيد التهامي الهاني كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل الذي أفاد أن هذا الاضراب الذي أقرّته الهيئة الادارية الوطنية يوم 7 فيفري 2013 في اجتماعها الطارئ والاستثنائي بعد اغتيال المناضل السياسي والحقوقي القيادي بالجبهة الشعبية والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والصديق النقابي وابن الاتحاد العام التوني للشغل شكري بلعيد الذي اغتالته يد الغدر والرجعية والظلامية يوم 6 فيفري 2013. وأضاف السيد التهامي أن الاضراب في جهة سيدي بوزيد حقق نجاحا قدر ب90٪ في مجمله إذ أغلقت كل المؤسسات الادارية وشلّت الحركة دفاعا عن الكلمة الحرة والرأي المخالف وبالتالي الدفاع عن مكتسبات الثورة التي اندلعت في 17 ديسمبر 2010.
وأكد أن نجاح هذا الاضراب هو دليل على ما يعيشه المواطن من احتقان لأنه قام بالثورة من أجل أحلام ظلت تراوده زمانا لسنوات طوال المواطن يعيش انخراما أمنيا وغلاء في الأسعار وتعدّدت مظاهر العنف اللفظي والمادي على الحقوقيين والسياسيين والاعلاميين والمبدعين وتكاثر المحرّضين على العنف في المساجد.
الاضراب الأول كان في جانفي 1978 كما كان هذا الاضراب العام الذي تمّ اتخاذ قراره بعد صبر طويل حيث تمّ تلويث مقرات الاتحاد بالفضلات والاعتداء بالعصي والحجارة على النقابيين عشية يوم 4 ديسمبر 2012 تاريخ الاحتفال بالذكرى العزيزة على تونس ذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد وبلغ الأمر حدّا لا يطاق إذ صارت مليشيات ما يعرف برابطات حماية الثورة (أصحابها لم يشاركوا في الثورة) تصول وتجول وطالب الاتحاد العام التونسي للشغل بحلها لكنها تمادت الى حد الاغتيال السياسي الذي مارسته على المرحوم الشهيد شكري بلعيد وصارت تهدد عديد الشخصيات السياسية والوطنية وخصوصا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الأخ حسين العباسي الذي هدّدوه بواسطة الهاتف القار بالموت «إن تبنّى الاضراب العام» وكان ذلك أثناء انعقاد الهيئة الإدارية.