ثمانية أيام مضت على استشهاد أحد أبرز المعارضين التونسيين شكري بلعيد، ولم تجف بعد دموع رفاقه ومحبيه وأنصاره حيث يتواجدون يوميا بمقبرة الجلاز للترحم عليه والبكاء على فراقه. لم تكتف قوات الجيش الوطني بحراسة قبر الشهيد شكري بلعيد بل قام عدد من المهندسين العسكريين ببناء قبره على أسس متينة حتى لا يتم نبشه من قبل قوى الظلام الذين هدّدوا بإخراجه منه، حسب ما أكده لنا أحد منخرطي حزب الشهيد.
قال الحبيب العدايلي عضو في اللجنة المركزية لحزب الوطنيين الديمقراطيين ل «الشروق» انه سيكون هناك حفل غنائي ملتزم في مكان اغتيال الشهيد شكري بلعيد بالمنزه السادس بحضور شخصيات وطنية وفنانين وشعراء ملتزمين لتأبين فقيد الوطن ببادرة من النقابات الفنية ويوم الأحد سيتم تسمية دار الثقافة بجبل الجلود على اسم الزعيم الراحل بلعيد لتخليد اسمه للأجيال القادمة التي لن تنسى ما قدمه شكري بلعيد لتونس في هذه الفترة الحرجة.
ليلا نهارا
كما شكر عضو «حزب الوطنيون الديمقراطيون» قوات الجيش الوطني لأنها ترابط بجانب القبر ليلا نهارا وتحميه من اي تهديدات بنبشه موفّرة الأمن للزوار الذين يأتون من كل بقاع العالم لزيارة قبر الشهيد شكري بلعيد ويبكون ألم فراقه.
هذا بالاضافة الى الوفود الأجنبية التي تزوره بصفة يومية لوضع الزهور على قبره. وأضاف ان رفاق درب الشهيد شكري بلعيد يتوافدون يوميا الى قبره من الساعة السابعة صباحا الى الثامنة ليلا لإشعال الشموع والترحم عليه وخاصة أن عددا منهم لم يتمكن من حضور الجنازة لالتزاماته خارج حدود الوطن، ومن جهتها أضافت ليلى سايبي احدى زائرات قبر الشهيد أنها لم تصدق بعد ان هذا البطل غادر الحياة تاركا الوطن بلا حارس يحميه من الاستبداد والدكتاتورية.
دموع وزهور
وضعت الورود الحمراء على قبر الشهيد شكري بلعيد بمناسبة عيد الحب حيث عمدت مجموعة من الشباب للحضور يوم أمس حاملين معهم أكاليل الزهور ليعبّروا عن حبهم للفقيد حيث رثته احدى الطالبات قائلة بحزن «رحلت يا حبيب الملايين وتركت الوطن يبكي فراقك» أما رفاقه فقد بدا عليهم الحزن والارهاق ولم تمنعهم برودة الطقس من الحضور بكثافة لزيارة رفيقهم الذي اغتالته يد الغدر وجعلت الملايين ينتفضون من أجله.